قبل بدء جلسة المشاورات التي دعت إليها الصين والإمارات وفرنسا، قال المندوب الصيني جانغ جون: “إنه يجب على إسرائيل أن تمتنع عن استخدام المزيد من العنف، وأن تحمي المدنيين وفقا للقانون الدولي”.
قابل الموقف الصيني موقف اميركي داعم للكيان الاسرائيلي بتوفير الغطاء الدبلوماسي والامني لجرائم الاحتلال الفاشية في الاراضي المحتلة؛ فبعد الرد الفلسطيني على مجزرة جنين بعملية فدائية في القدس لم يكتف البيت الأبيض بالتنديد بالعملية الفدائية؛ اذ وجه الرئيس الامريكي جو بايدن فريقه للأمن القومي بتقديم المساعدة لنظرائهم الإسرائيليين.
لم يوضح جو بايدن إن كان سيرسل قاذفات القنابل “بي 52” الرابضة على حاملة الطائرات “جورج بوش” لقصف المخيمات والقرى الفلسطينية! انتقامًا لمقتل عدد من المستوطنين المدججين بالسلاح، أم سيرسل المزيد من الاسلحة والعتاد لتتابع ميليشات بن غفير وسموتريتش عمليات القتل والقمع والتطهير العرقي في الاراضي المحتلة!
الموقف الامريكي يقدم المبررات لجرائم قادة الكيان الاسرئيلي، ويشجعهم على ارتكاب المزيد من المجازر في القرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية بتوجيه فريق إدارته بتقديم المساعدة لنظرائهم سموتريتش وبن غفير في حكومة الاحتلال.
الإدارة الامريكية توفر مظلة الحماية للاحتلال تحت مسمى: “ضمان أمن إسرائيل” ودعمها مهما كانت جرائمها! فجهود مدير المخابرات الامريكية (CIA) وليام بيرنز، ومن قبله مستشار الامن القومي جيك سوليفان، ومن خلفهم وزير الخارجية انتوني بلينكن جاءت لممارسة الضغوط على الدول العربية الإقليمية لصالح الكيان، وهي جهود لم تمنع الاحتلال من ارتكاب مجازر بشعة في مخيم جنين بقدر ما شجعتهم على ذلك.
جل اهتمام المسؤولين الامريكان الذين زاروا ويزورون المنطقة انصب على الحفاظ على التنسيق الأمني والتطبيعي، وفاعلية الإجراءات القمعية، والروادع السياسية والاقتصادية التي تضمن تمكين الحكومة الفاشية الإسرائيلية من تنفيذ مخططاتها بضم الضفة الغربية، وتطهيرها من الفلسطينيين بهدوء، ودون صخب عال يتهدد أكذوبة خفض التصعيد الوهمي.
النفوذ الامريكي في المنطقة العربية والعالم الاسلامي نفوذ ضار، لم يكن خبيثاً في جوهره، ويحتاج لمراجعة استعدادا لتموضع جديد يساعد على خلق توازن إقليمي في مواجهة الاحتلال الفاشي لأرض فلسطين؛ فالنفوذ الامريكي لن يحقق العدالة او الاستقرار في المنطقة، بل يدفع نحو المزيد من التغول للاحتلال؛ إذ يصعب التخلص من الاحتلال دون التخلص من النفوذ والهيمنة الامريكية في المنطقة العربية او إضعافها.
في المحصلة النهائية، فإن المظلة الامريكية المنسوجة بخيوط الفاشية الإسرائيلية مهترئة وممزقة، وعاجزة امام المقاومة الفلسطينية التي باتت ضرورة فلسطينية وعربية ودولية للتصدي لجرائم الاحتلال وفاشيته.
منحنى المقاومة الصاعد ثقب كبير في المظلة الامريكية المنسوجة بخيوط الفاشية الاسرائيلية لحماية الكيان الفاشي والعنصري؛ فالمقاومة الخيار الوحيد والممكن للشعب الفلسطيني للتصدي للاحتلال وخلق تيار عربي واسلامي وعالمي داعم للحق الفلسطيني في مواجهة نفوذ اميركي ضاغط اقليميا وداعم سياسيا وعسكريا للكيان الفاشي الاستيطاني العنصري على ارض فلسطين، وهو دعم لا يمكن ان يستمر؛ فالمظلة الامريكية مهترئة وممتلئة بالثقوب.