آخر الأخبار

الإعلام والجهات الأمنية وطبيعة العلاقة بينهما

بقلم | د. مالك الأحمد

يؤكد مؤلفا كتاب «غزل المعلومات الاستخباراتية» أن العلاقة بين وكالات الاستخبارات والإعلام «مرنة ومتناقضة وداعمة»
‏قال الكاتب الصحفي البريطاني المخضرم «تشابان بينشر»: إنه صار «مبولة عامة يصطف أمامها الوزراء والمسئولون ليقضوا حاجتهم» يقصد يمررون ما يريدون من خلاله!
‏بعض الصحفيين يعمل للجهات الأمنية بالذات الاستخبارات بصفة موظف يستلم راتب إضافة إلى راتب الصحيفة فيصيغ الأخبار والتقارير بما يناسب توجهاتهم.
‏ يقوم الإعلام بتسريب أخبار ومعلومات كاذبة أو مخادعة أو تضليلية من الجهات الأمنية لإرباك الخصوم وصياغتها بطريقة توحي بالمصداقية والموضوعية.
‏بعض الصحفيين ليسوا متواطئين مع الجهات الأمنية لكن يمارسون دور «تبادل مصالح» تسرب الجهات الأمنية لهم أخبار خاصة مقابل ترويج أخرى خادعة!
‏بعض الصحفيين يتم استغفالهم من الجهات الأمنية فيظن أنه يحصل على سبق صحفي ومعلومات خاصة بينما الواقع خلاف ذلك وما هو إلا قنطرة لهم!
‏بعْض الصحفيين يتعامل مع الجهات الأمنية من قبيل الاستفادة المادية والمكافآت الدورية، فينشر لهم ما يريدون دون تدقيق في الأخبار والمعلومات.
‏بعض الصحفيين ينشر ما تريده الجهات الأمنية اضطرارًا لان لديهم صور/معلومات شخصية تهدد حياته المهنية فـ«يرضى من الغنيمة بالإياب»! فينشر ما يريدون
‏بعض الجهات الأمنية تجاوزت الصحفيين وأنشأت أو تملكت وسائل إعلام جماهيرية والصحفيون العاملون غالبا لا يعلمون ذلك ويظنون أنهم في منشاة مهنية.
‏حتى أكثر المؤسسات الإعلامية المهنية مثل «BBC» فان هناك الكثير من التقارير تشير إلى تبادل مصالح بينها وبين هيئة الاستخبارات البريطانية.
‏الصحافة تسعى للربح، والإثارة والمعلومات والأخبار الطازجة تكسب جمهورا والجهات الأمنية مصدر جيد لهذا النوع من المادة الصحفية فما المانع؟!
‏في بلد عربي يوجد ضابط استخبارات مقيم بشكل دائم في كل قناة، ولا يتم إجازة بث أي برنامج بالذات المباشر إلا بعد موافقته على الموضوع والضيوف!
‏في بعض البلدان العربية لا تمثل وزارة الإعلام إلا قشرة خارجية خفيفة بينما الواقع أن من يتابع ويقدم التقارير ويتخذ القرارات هي الجهات الأمنية.

سياسات قمعية بحجة مقاومة الإرهاب
‏تستخدم الجهات الأمنية الإعلام لتمرير سياسات قمعية بحجة مقاومة الإرهاب وتوظف برامج جماهيرية لتهيئة الرأي العام لذلك (برنامج24 الأمريكي).
‏بعض البرامج التلفزيونية في أمريكا تشعل لدى الجمهور الإحساس بالتهديد الأمني الشامل وأن من الممكن أن تركع أمريكا على ركبها بسبب أعمال الإرهاب الوحشية!
‏بعض الدبلوماسيين عبارة عن رجال أمن لكن الإعلام يتعامل بصفتهم المعلنة بالتالي يتم تمرير الكثير من الأخبار المغلوطة والآراء دون الانتباه.
‏المدير السابق للشئون العامة بوكالة المخابرات المركزية في أمريكا مارك مانسفيلد اعترف بالدور المذهل للصحافة في تحقيق الكثير من أهداف الوكالة.
‏وظفت الجهات الاستخباراتية مراسلين لتغطية أحداث ساخنة حول العالم وكان دورهم الحصول على معلومات ميدانية يصعب على الجهات الأمنية التوصل إليها.

  • خبير إعلامي سعودي

مشاركة المقال