آخر الأخبار

كيف ستفشل واشنطن وزعران “تل أبيب” التقارب السعودي الإيراني؟!

بقلم | علي سعادة

الولايات المتحدة الأمريكية وابنتها المدللة الفاسدة في تل أبيب، تحضران شيئا ما للرد على اتفاق عودة العلاقات السعودية الإيرانية الذي تم بهدوء وبسرية تامة وبعيدا عن عيون واشنطن وأجهزة التجسس الصهيونية بيغاسوس.
هجوم مفاجئ عسكري على إيران، تفجير صراع طائفي في السعودية أو إيران أو في دولة مجاورة لهما، تفجير الأوضاع الأمنية في المملكة العربية السعودية، اغتيال شخصيات وازنة من الطرفين أو أحدهما.
كل هذه سيناريوهات متوقعة قد تلجأ إليها الولايات المتحدة بتحريض من “محراك الشر” و”سوسة المؤامرات ” دولة الاحتلال التي تعرف أن مصدر قوتها الوحيد هو تمزق دول المنطقة وتفتتها، وبأنها لن تصمد شهرا واحدا أمام العرب إذا توحدوا تحت راية واحدة .
وما أغاظ واشنطن أن الوسيط الذي قام بجهود هذه المصالحة هي الصين التي باتت شوكة في حلق واشنطن أو خنجر في خاصرتها. فهل تجر واشنطن المنطقة إلى حرب لتدفع حلفاءها بعيدا عن الصين وعن إيران؟
واشنطن مثل تل ابيب تعرف أن مصدر قوتها في العالم هو عبر إثارة الصراعات والحروب لإخضاع العالم لسطوتها ولسوطتها وصوتها، بالإضافة إلى زعزعة استقرارها الداخلي من خلال محاولات الانقلاب والحروب والانقسامات الداخلية وغيرها.
عودة العلاقات السعودية الإيرانية شكلت زلزالا بقوة 8 درجات على مقياس ريختر السياسي، فقد أدارت الرياض ظهرها للولايات المتحدة ضمن خطها الوطني الذي يبحث عن هوية السعودية لما بعد وأفول نجم أمريكا وبدء صعود قوية دولية أخرى مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل وغيرها.
ووفقًا لخبراء، فإن الخطوة الأمريكية التالية هي تكثيف هجماتها على السعودية من باب “عدم احترام حقوق الإنسان” في السعودية، وتشجيع عدم الاستقرار الداخلي في البلاد.
ويتوقع الخبراء فشل أمريكا بهذه الخطوة لعدم وجود منظمات غير الحكومية (مجتمع مدني) تابعة للغرب التي تعمل الولايات المتحدة الأمريكية من خلالها عادة وتحركها لفتح الملفات الساخنة في تلك الدول.
ولا يستبعد إشعال واشنطن عن طريق البلطجي والأزعر الدولي، دولة الاحتلال الإسرائيلي ، صراعاً عسكرياً يوقع المنطقة في صراع طويل كما يحدث الآن عبر جر روسيا إلى مستنقع أوكرانيا.
وتبدو إيران هي الجهة الأقرب إلى تحقيق مصالح تل أبيب وواشنطن حيث تتصاعد اللهجة بأن إيران اقتربت من امتلاك سلاح نووي، ويبدو أن الأمر تجاوز التصريحات الكلامية، وبات شيء ما يطبخ على نار جهنم، وبأن رائحة الحرب باتت أكثر قربا لمنع التقارب الإيراني السعودي، وهو بالضرورة يعني التقارب السني الشيعي، ودفن المشروع الطائفي في المنطقة.
الهجوم على إيران هو مسألة وقت ليس إلا هذا ما تراه أوساط سياسية عدة، فالتقارب بين إيران ودول الخليج التي تتحكم بالطاقة وبالغاز يضع واشنطن أمام خيارات ضيقة، وقد تجد نفسها رهينة للمصالح الإسرائيلية البغيضة.

مشاركة المقال