آخر الأخبار

سفيه هندوسيّ يطاول السّحاب!

بقلم | سلطان بركاني

في زمن الضّعف والهوان الذي ترزخ فيه أمّة الإسلام، لا يفتأ اللّئام والأقزام، يرفعون عقائرهم من حين إلى آخر بالإساءة إلى خير الأنام، عليه الصّلاة والسّلام، مدفوعين بجهل مستحكم بسيرته العطرة، ونفوس طافحة بالحقد على دين لا تزال الإحصاءات تبشّر بأنّه الدّين الأسرع انتشارا بين الأديان والديانات كلّها، وأنّ حملات التّشويه والمحاصرة لم تزد النّاس إلا إقبالا عليه، وتطلّعا لمعرفة كتابه وسيرة نبيّه.

سلطان بركاني

خلال الأيام الماضية، كتب المتحدث الرسمي باسم الحزب الحاكم في الهند، نافين كومار جيندال، سلسلة تغريدات، يتطاول فيها على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بما يعلم المنصفون الدّارسون لسيرته أنّه بريء منه.. ما كتبه جيندال لم يكن من إبداعاته إنّما كان اجترارا لشبهة أثارها المستشرقون بُعيد عصر النّهضة، ونشرها العلمانيون، وتلقّفها المأزومون، وما هذا المتحدّث الهنديّ إلا واحد من هؤلاء المأزومين الذين أرّق ليلهم تزايد أعداد المسلمين في العالم عامّة وفي الهند خاصّة، وهو ما جعل رجل الدين الهندوسيّ “ساكشي مهاراج”، في وقت سابق، ينصح المرأة الهندوسية بأن تنجب 4 أطفال كي تحافظ على دينها، بعد أن نشرت الإحصاءات أنّ عدد الهندوس في تناقص، في الوقت الذي ازداد فيه عدد المسلمين ليتجاوز 15 % من مجموع سكّان الهند الذين يتوقّع لهم أن يتحوّلوا إلى القوة البشرية الأولى بعد 2025م.

هذا الهندوسيّ المتعصّب وهو يثير شبهة زواج نبيّ الإسلام -عليه الصّلاة والسّلام- من عائشة بنت أبي بكر التي تصغره بـ44 سنة، يريد أن يحاكم أعراف القرن السّابع الميلاديّ إلى أعراف القرن الحادي والعشرين! وقد فاته أنّ زواج الرّجل الكبير من المرأة الصّغيرة كان من عادات ذلك الزّمان الرّائجة، حيث تخطب المرأة في سنّ الطّفولة، ولا تزفّ حتّى تبدو عليها علامات البلوغ التي كانت تظهر على الفتاة في تلك البيئة في سنّ مبكّرة، ولذلك فإنّ عائشة كان قد خطبها جبير بن مطعم قبل أن يخطبها النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلّم، كما أنّ النبيّ -عليه السّلام- خطبها بإشارة من خولة بنت حكيم، لتوطيد الصّلة بصاحبه أبي بكر، بعد وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها، ولم يدخل بعائشة حتّى بلغت التّاسعة من عمرها.

بلوغ الفتاة المبكّر في البيئات الحارّة، ممّا يقرّه الطبّ ويشهد له، بل إنّ المصادر الطبيّة تشير إلى أنّ العادة الشهرية الأولى للفتاة تكون في سنّ 12 أو 13، ويمكن أن تكون في سنّ 8 أو 9 سنوات، لتخلُص إلى أنّ سنّ البلوغ لدى الفتيات يكون بين 8 و13 سنة، وربّما تبلغ الفتاة في سنّ أقلّ من 8 سنوات في حالات تشكّل نسبة 1 بين 5 آلاف.

غريب أمر الفكر الغربيّ المعاصر الذي لا يكتفي بمحاولة فرض قيَمه على الواقع المعاصر للبشرية، حتّى يتطلّع إلى محاكمة التاريخ إلى قيمه واختياراته، ولو كانت معاييره متّسقة مع العلم والعقل ما كان له أن يفرضها على غيره، كيف بها وكثير منها مناف للفطرة والعلم والعقل! فها هو يحبّذ للمرأة ألا تتزوّج حتى تبلغ الخامسة والعشرين من عمرها، لكنّه في الوقت ذاته يبيح للفتاة أن تمارس الرّذيلة في سنّ العاشرة، ويمنع الوالدين من التدخّل في اختيارها المبكّر!

هؤلاء الغربيون الذين طغى التفكير الشّهوانيّ على عقولهم، يرون أنّ زواج المسلم بأكثر من امرأة، أو زواجه بامرأة تصغره سنا، لا يعدو أن يكون نزعة شهوانية! بينما لا ينظرون إلى ممارسة كهل في الخمسين أو الستين من عمره الرذيلة مع فتاة صغيرة على أنّه نزعة شهوانية وهوس جنسي! هؤلاء لا يخطر بعقولهم “المرتهنة” أنّ للزّواج في الإسلام غايات وأغراضا أخرى غير إشباع الشّهوات، ولا يطوف ببالهم أنّ نبيّ آخر الزّمان -عليه الصّلاة والسّلام- كان في حاجة إلى امرأة صغيرة متّقدة الذّهن حاضرة البديهة تكون قريبة منه، لتأخذ منه العلم وتبلغ عنه، وقد أدّت السيّدة عائشة -رضي الله عنها- الدّور المنوط بها على أكمل وأتمّ وجه، فكانت حافظة الأمّة وفقيهتها التي سجّلت سنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وروتها للأجيال، فجزاها الله خير الجزاء عن أمّة الشّهادة.

مشاركة المقال