قبل أيام كانت نيرة أشرف في بيتها العامر تتناول أطباقا شهية من حنان الوالدة وترتوي بكؤوس من حب الوالد، ومن لهفته عليها، كانت وسط أهلها تداعبها أمها ويضاحكها أبوها، تنعم بالألفة والحنان مع إخوتها وأسرتها، وقبل أن تنام تلحفت الأمن والأمان ونامت في سريرها، ولم تكن تعلم أنه في اليوم التالي ستبيت في قبرها وستكون «المرحومة» أو «القتيلة» أو “الفقيدة”، فقد تربص بها أحد المفتونين بها الذي فقد كل الآمال في أن يفوز بها فغدر بهذه المسكينة وقتل_ها أمام جامعة المنصورة، فيمسك به ويتصدى له أحد أفراد أمن الجامعة لكن بعد فوات الأوان، فاللهم ارحمها رحمة واسعة، اللهم اجعل قبرها بردا وسلاما اللهم يا رب عوضها خيرا عن هذه الدنيا وعن شبابها لها ولموتى المسلمين ولأبي ولموتانا جميعا آمين آمين آمين.
ناس لا خلق لهم ولا ديانة
بعض تعليقات الناس عن هذا الحادث أثبتت أننا نمتلك بيننا أناس لا دين لهم، لا خلق ولا ديانة، مشوهون أخلاقيا، بل لديهم سرطانات أخلاقية عقولهم لا تنبش إلا في الحضيض، يتلذذون في نهش أعراض الناس ولا يدرون أنهم يحملون أوزارا جسيمة، ربما يودون يوم القيامة أن يكونوا نسيا منسيا ولا يخوضون في أعراض الناس، ويل للقاسية قلوبهم الممتلئة ضغينة وفسادا وحقدا، فهلا كفوا عن إلصاق التهم بهذه المغدور بها، لا أقول ألا يتهموها بل لا يعتقدوا ذلك بقلوبهم، فالأصل في كل مسلم السلامة.
وعسى أن تكون كل هذه الغيبة الافتراءات بإذن الله تعالى في ميزان حسناتها وكفارة لذنوبها.
وجدوا في هاتف القاتل ما يقرب من ثلاثمائة صورة للمتوفاة، حملها القاتل من حسابها على الفيسبوك وهذا يدل دلالة قاطعة على خطورة النظر المحرم لصور النساء وما قد يفعله في القلوب،
فربما سيطرت الفتنة على كل ذرات العبد وأشربها قلبه وجعلته لا يعبأ إلا بما أفتتن به ولو أن الشباب ربوا على قال الله قال رسوله كقول الله تعالى:
{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: 30]، وقولِه: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 31]
وكقوله صلى الله عليه وسلم (لا تتبع النظرة النظرة)، (لك الأولى وعليك الثانية) وإن وقع نظرك على امرأة (اصرف بصرك)
وكما كان يفعل النبي مع الفضل بن العباس لما جعل ينظر لامرأة وتنظر إليه فجعل يبعد وجهه عنها للشق الآخر ليصرف نظره عنها بيديه صلى الله عليه وسلم، كل ذلك لحرمة النظر،
ولخطورة النظر فهو الباب الأكبر للفتن،ولو كان مباحا لتركه صلى الله عليه وسلم
فإن صادف النظر امرأة جميلة وصادف جمالها تبرجا وسفورا وإبداء زينة وصادف ذلك شبابا وفتوة ووافق ذلك اختلاطا في مجتمع قلت فيه الضوابط فأي فتنة ننتظر؟! إنه الفساد العريض!
فيجب على كل امرأة ألا تنشر صورها عبر شبكة الانترنت مطلقا ما الفائدة من وراء ذلك، أي فائدة؟!
هل يكفي محضر عدم تعرض
لقد تعرض هذا الولد لتلك الفتاة كثيرا وكانت تنتهي القصة بمحضر عدم تعرض! هل يكفي هذا المحضر،
لابد من العقاب المناسب، دول الكفر تمنع الاقتراب بعشرات الأمتار وإلا عوقب الجاني، فأين نحن من ذلك؟!
*وتقول التقارير أنه أشار لها بالذبح! لماذا لا يكون هناك خط ساخن لمثل تلك التهديدات
وتكون الشرطة عندك في دقائق وتعتقل المجرم الأثيم، لماذا لا تزيد سيارات الشرطة،
وتوضع لمثل ذلك ميزانية فبناء أمان المرء أهم مئات المرات من بناء ناطحات السحاب والكباري
العقوبة لابد أن تكون معلنة وإن كانت المصلحة أن يُقتل القاتل بنفس طريقة القتل فمن قَتل بالسيف يُقتل بالسيف ومن قتل بالخنق يُقتل بالخنق،
وقد نص على ذلك بعض أهل العلم وإن أجاز العلماء بث العقوبة على الهواء مباشرة فليفعل ذلك فقد قال الله عز وجل في عقوبة الزناة
{وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين}
ليرتدع كل من تسول له نفسه الاعتداء على دماء الناس وأعراضهم فينزجر المجرمون وعتاة الإجرام.
مشروع الأمة
زوجوا الشباب، يسروا المهور، فليكن مشروع أمة، فلتبنى الصحراء، فلتوفر المساكن الزوجية
ليتزوج الشباب ولو من سن الثامنة عشرة ولو من سن العشرين
لا تتركوهم أسرى شهوات قلوبهم التي تفعل فيهم الأعاجيب
امنعوا الفن الهابط امنعوا أساطير البلطجة امنعوا السفاح الأبيض أو الأزرق
امنعُوا كل لفظ خارج وكل مشهد لا يرضى الله، امنعوا الغناء القذر الذي أصبح يحتوي بعضه على ايحاءات جنسية صريحة
امنَعوا الاختلاط
امنعُوا الاختلاط لا ادخل فتيات وشبان جامعة مختلطة من الثامنة صباحا حتى الخامسة عصرا ولا نتوقع فتنة!
ولتلتزم كل فتاة بالحجاب الشرعي ملبسا وسلوكا ودينا وخلقا، ولتعلم أنها لو ابدت زينتها فربما تقع في قلب مريض موقعا يكدر عليها دنياها وأخراها
وليعلم كل شاب أنه مسئول بين يدي الله تعالى وأنه مؤتمن على أعراض المسلمات،
وكلما أحدث خطأ تاب وأناب إلى الله تعالى {وخير الخطاءين التوابون}
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ترَكتُ بَعْدِي فتنةً أضَرَّ علَى الرجالِ مِنَ النساء) رواه البخاري.
اللهم ارحم نيرة وكل نيرة واجعل مقتلها كفارة لها وتقبلها في الشهداء
واربط على قلوب ذويها واجعلها أسعد لياليها يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا منان يا الله،
يا رحمن يا رحيم.