آخر الأخبار

دلالات انهيار الحكومة الصهيونية

بقلم | د. صالح النعامي

الملتقى اليمني

قرار حل البرلمان وإجراء انتخابات هي الخامسة في أقل من 4 أعوام يشي باستفحال عجز منظومات الكوابح التي كانت تضمن استقرارا نسبيا للنظام السياسي الصهيوني، نتاج صعو الشخصانية على حساب الأطر الأيدلوجية وتعاظم الشعبوية كناظم للحراك السياسي. إذ أنه لا يوجد مسوغ أيدلوجي يبرر اهتزاز النظام السياسي.

فلا توجد فروق أيدلوجية ذات قيمة بين الأحزاب التي تحتكر أكثر من 80% من مقاعد البرلمان،

فكلها أحزاب يمينية تتبنى موقفا متشددا من الصراع لا يمكن أي طرف فلسطيني، بغض النظر عن هويته، أن يقبله،

بدليل أن الأحزاب التي تمثل أقصى اليمين وأقصى اليسار تعايشت في حكومة بينت المنحلة.

إجراء الانتخابات بهذه الوتيرة العالية جاء لأن عددا من أحزاب اليمين غير معنية بأن تنضم إلى حكومة يرأسها نتنياهو بسبب محاكمته في قضايا فساد خطيرة. ونتنياهو،

الذي لا يوجد من ينافسه على زعامة الليكود، يصر فقط بقائه كزعيم للحزب ومرشحه لرئاسة الحكومة ومعني بتوظيف وجوده في الحكومة للتخلص من المحاكمة.

نتنياهو الذي يعنيه فقط ضمان إفلاته من المحاكمة معني بتشكيل حكومة بمشاركة الحركات الدينية الحريدية والخلاصية،

مع إدراكه أن مشاركة الخلاصية تحديدا في الحكم سيتسبب بضرر سياسي وأمني واقتصادي هائل للكيان الصهيوني،

لأنها ستجرها إلى مغامرات بناء على هذيان ديني، سيما التصعيد ضد الأقصى على أمل أن تندلع حرب يأجوج ومأجوج.

كلام كثير يمكن يقال هنا.
لكن باختصار التحولات الداخلية التي تشهدها الكيان الصهيوني مؤشر ضعف خطير لأنها تترافق باستقطاب داخلي وصدعي مجتمعي غير مسبوق.

يكفي فقط اليوم ملاحظة ما تكتبه نخب صهيونية وازنة على تويتر في تصويرها حالة انعدام اليقين التي تواجه هذا الكيان.

لكن للأسف بعض العرب المراهنين على العلاقة مع الكيان الصهيوني لا يعنيهم الأمر.

  • صحفي فلسطيني، باحث في الشأن الإسرائيلي، دكتوراة في العلوم السياسية

مشاركة المقال