قال شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني في كتابه (البدر الطالع) في ترجمة العلامة إبن الأمير الصنعاني:
«وقد رأيته في المنام في سنة 1206 وهو يمشي راجلا وأنا راكب في جماعة معي فلما رأيته نزلت وسلمت عليه، فدار بيني وبينه كلام حفظت منه أنه قال: (دقق الإسناد وتأنق في تفسير كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم).
فخطر ببالي عند ذلك أنه يشير إلى ما أصنعه في قراءة البخاري في الجامع، وكان يحضر تلك القراءة جماعة من العلماء ويجتمع من العوام عالم لا يحصون فكنت في بعض الأوقات أفسّر الألفاظ الحديثية بما يفهم أولئك العوام الحاضرون، فأردت أن أقول له: إنه يحضر جماعة لا يفهمون بعض الألفاظ العربية، فبادر وقال قبل أن أتكلم: (قد علمت أنه يقرأ عليك جماعة وفيهم عامة، ولكن دقق الإسناد وتأنق في تفسير كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم).
ثم سألته عند ذلك عن أهل الحديث ما حالهم في الآخرة؟ فقال: (بلغوا بحديثهم الجنة أو بلغوا بحديثهم بين يدي الرحمن) الشك مني، ثم بكى بكاء عاليًا وضمني إليه وفارقني!
فقصصت ذلك على بعض من له يدٌ في التعبير، وسألته عن تأويل البكاء وللضم، فقال: لا بد أن يجري لك شيء مما جرى له من الامتحان! فوقع من ذلك بعد تلك الرؤيا عجائب وغرائب كفى الله شرها.»
📚 «البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع» (2/ 138)