آخر الأخبار

دفاعا عن علي – رضي الله عنه (١)

بقلم | الشيخ علي القاضي

الملتقى اليمني

•ليس غريبا على الكاتب مروان الغفوري ما قام به من السب والطعن في الخليفة الراشد علي رضي الله وارضاه في مقاله الذي نشره يوم امس على صفحته فقد سخر من زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر نساء !!

قبل ذلك ببضعة ايام تخيلوا ان من يحسب على الاسلام يسخر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطعن بالإسلام في كثير من مقالاته!!

•ومع ان الوقت غير مناسب للرد على الغفوري دينيا لكوننا في ايام فاضله وسياسيا لما تعرفونه من اوضاع البلاد ولكن هو الذي اختار هذا الموضوع في هذا التوقيت والمعتدي دائما هو الذي يحدد لك متى ترد !! ثم ان تبجحه بهذا المنكر واستغلال بعض المرضى لمقاله في الطعن في علي رضي الله عنه وزوجه واولاده وهم من هم في الفضل والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم النفوذ من ذلك الى إنكار السنة الخ ضلالهم!! ارغمنا على الرد عليه لاسيما ان بعض الإخوة قد طلب مني ان ارد عليه فاصبح الرد لازما لانه انكار منكر

•فشرعت في رد علمي عليه ارجو من الله ان يهدي به من ضل بمقالة الغفوري وان يهدي الغفوري ايضا

•فاقول ابتداءا ان الروايات التاريخية تجمع بين الغث والسمين والصحيح والفاسد الضعيف او الموضوع وكثير من الكتاب بل وبعض العلماء وقع ضحية هذه الروايات الموضوعة فسردوا التاريخ دون تمحيص ولا تدقيق فطعنوا في الصحابة والخلفاء الكرام وكثيرة من قادة الامة تأثرا بروايات لا تصح وقد قيض الله للتاريخ محققين قديماكالامام الذهبي وابن كثير وابن العربي وغيرهم

وحديثا كالشيخ محمود شاكر والصلابي واكرم ضياء العمري ونحوهم بل قامت درسات جادة في تحقيق كتب التاريخ ورجاله ميزت الرواة الثقات من غيرهم بناءا على قواعد علم الجرح والتعديل وتراجم الرواة في كتب الرجال منها صحيح وضعيف تاريخ الطبري للشيخ محمد طاهر البرزنجي في ١٣ مجلد

ومرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري د. يحيى اليحيى

تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الطبري والمحدثين، تأليف د. محمد أمحزون،

وكتب البروفيسور علي الصلابي حول سيرة عثمان وسيرة علي التي تقع في مجلدين اكثر من الف صفحة وسيرة باقي الخلفاء

• وساحاول الاختصار في الرد على الغفوري مع انه ذكر في كل سطر شبهة سببها اعتماده على الروايات الباطلة واغفاله عمدا او جهلا لما يردها من الروايات الصحيحة كما سياتي معنا

•قال الغفوري : ان عليا رضي الله عنه كان حاكما ضعيفا

والجواب :ان هذا جهل بالتاريخ وبمكانة علي رضي الله عنه فقد كان مجاهدا عظيما شهد المواقع كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورباه رسول الله منذ سن العاشرة وكفى بذلك شرفا وكان اماما في العلم والفقه والزهد والورع والجهاد فاجتمع له المكانة الدينية والاجتماعية ولم يكن عند خلافته افضل منه في الارض باجماع الامة

وقد اقتفى سيرة الخلفاء قبله وكان حكمه شورى بلا استبداد حيث قال رضوان الله عليه: إني كنت كارها لأمركم، فأبيتم إلا أن أكون عليكم، ألا وإنه ليس لي أمر دونكم، ألا إن مفاتيح مالكم معي، ألا وأنه ليس لي أن آخذ منه درهما دونكم ، ثم قال: يا أيها الناس: إن هذا أمركم ليس لأحد فيه حق إلا من أمرتم.

تاريخ الطبري (٥/ ٤٤٩).

مشاركة المقال