آخر الأخبار

ثورة الجوع تجتاح العالم

بقلم | علي سعادة

السبيل

نتائج ارتفاع الأسعار والتضخم بدأت تشعل الاحتجاجات على امتداد العالم.
ولم تعد الشعوب تركن وتصدق التصريحات الرسمية، فالواقع يقول إن الفقراء يزدادون فقرا، والبطالة في تصاعد، والأسعار منفلتة، وتكافؤ الفرص معدوم، والفساد الإداري يفوق الفساد المالي بدرجات ومستويات.
والحكومات لا تقدم أي جهد استثنائي أو مختلف في معركة الغذاء والأسعار.
والأخطر من كل ذلك أن المسؤولين عن السلطة التنفيذية يواصلون صم آذانهم عن شكاوى الجماهير، ويتجاهلون معاناة الشعب، وضعف الخدمات المقدمة وهشاشة البنية التحتية، والضربات الموجعة الموجهة مباشرة إلى قوت الشعب وغذائه الأساسي.
العالم يشهد ربيعاً شبيهاً بالربيع العربي، أو ربيع براغ، أو أنه ربيع الجوع أو صيف الجوع.
فقد اكتسحت الاحتجاجات الشعبية الواسعة مدنا وشوارع رئيسية في كل من سريلانكا والإكوادور والأرجنتين للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية الصعبة، ورفضا لغلاء الأسعار.
وفي سريلانكا؛ اقتحمت حشود غاضبة القصر الرئاسي، وأشعلوا النار في منزل رئيس الوزراء، ما اضطر الرئيس السريلانكي إلى الإعلان عن تنحيه عن السلطة، ورئيس الوزراء يستعد لتسليم المهام لحكومة جديدة بالاتفاق مع الأحزاب والبرلمان.
وفي الإكوادور؛ احتشد الآلاف في العاصمة احتجاجا على تردي الوضع الاقتصادي وعدم توافر السلع الغذائية وغلاء الأسعار، وهاجمت الحشود البرلمان، ما أدى إلى تصادم مع الشرطة التي حاولت منع المتظاهرين من دخول البرلمان.
وفي الأرجنتين؛ وصلت المظاهرات الحاشدة إلى أبواب قصر الرئاسة في العاصمة بوينس آيرس في انتقادات للرئيس وحكومته بسبب الفقر والتضخم المرتفع والدين العام الضخم.
وتواجه الأرجنتين المنتج الرئيسي لفول الصويا والذرة تضخما وضغوطا ضخمة على عملة البيزو وارتفاع تكاليف استيراد الغاز، التي تستنزف احتياطيات العملات الأجنبية الضعيفة بالفعل.
العالم العربي لن يكون بمأمن من نسخة جديدة من الربيع العربي، وما تشهده غالبية الدول العربية من ارتفاع الأسعار والغلاء والضرائب والتضخم ونقص في بعض المواد الغذائية في بعض الدول، تقول إن الانفجار العربي الشعبي قادم.
الصيغة القديمة في التعامل مع الشعب باتت متهرئة وبالية ولم تعد تصلح لبيعها للناس، وترويج سياسات الحكومة بهذه الطريقة الاستفزازية بات يعطي نتائج عكسية.
فمن عضه الجوع لن يجلس يقرأ مقالات صحافية وتصريحات رسمية، فهو منشغل بما هو مجدٍ له ولأسرته.

مشاركة المقال