آخر الأخبار

عقوق الأبناء

د. إبراهيم الإبي

تتجاذب الإنسان في يومه أعمال دينه ودنياه، وينبغي ألا يكون ذلك مبرراً لانشغاله عن أهل بيته وأولاده في ظل هذا الزمان المتلون والمخيف.

يجب على كل مسلم أن يجعل هذا الأمر ضمن جدوله اليومي واهتماماته الخاصة وإلا فهو مضيع للأمانة التي استأمنه الله عليها وأمره بحفظها.

البعض منا للأسف تمضي عليه الشهور ولربما السنين وهو لم يقعد مع أبنائه جلسات اجتماعية وفردية يعرف فيها همومهم ويعالج مشاكلهم ويطلع على مستواهم الفكري والعلمي ومدى التزامهم بالتعاليم الإسلامية والآداب الاجتماعية .. إذا لم تصاحب ولدك (ذكراً كان أو أنثى) وتستمع إليه فلا شك في كونه سيبحث عن غيرك، ولربما كان هذا الغير سبباً لانحرافه وضياعه.

يشتكي بعض الآباء والأمهات من عقوق أبنائهم وما علموا أنهم السبب الأول في هذه المعضلة، وأن هذا العقوق ليس سوى نتيجة حتمية للإهمال وعدم الرعاية.

إن الانحراف الحقيقي للأبناء يبدأ بقيام بعض الآباء والأمهات من أجل الحصول على الهدوء في البيت بمنح أطفالهم أجهزة الهواتف والآيباد وغيرها كالتلفاز واللابتوب، وتزداد الخطورة عند ارتباط هذه الأجهزة بشبكة الانترنت ليظل كل فرد في المنزل في غرفته وزاويته يقلب هذا الفضاء الواسع الملوث بكل مواد الانحلال الفكري والأخلاقي في ظل غياب تام للرقابة والتوعية، والتوجيه والإرشاد من الوالدين .. ولا بارك الله بهدوء ثمنه ضياع الأبناء وانحراف المجتمع!!

العصر الحديث وتقلباته المخيفة تجعل الحمل والعبء على الوالدين تجاه أبنائهما أشد ثِقلاً الأمر الذي يتطلب منهما الشعور بالمسؤولية، والحكمة في التعامل، والمثالية في علاج الأخطاء، وتقويم الاعوجاج باستخدام أساليب تربوية حديثة مضافة إلى الأساليب التقليدية للوصول بالأبناء إلى صفة “الولد الصالح”

الله الله في أبنائكم فهم الكنز الحقيقي عند الكبر لمن أحسن الغراس وتعاهده، وهم الحسرة الحقيقية في الدنيا والآخرة لمن ضيعهم بإهماله وتقصيره

مشاركة المقال