آخر الأخبار

فشل وحدة الأديان عبر التاريخ !

الملتقى اليمني

خاص

⚫ تجربة ملكية فاشلة لوحدة الأديان حدثت قبل أربع مائة سنة في الهند
كان السلطان الهندي جلال الدين محمد أكبر بن همايون بن بابر التيموري المولود سنة 949 هـ مسلما كأبيه وأجداده، وحكم إمبراطورية الهند نصف قرن، واهتم بالثقافة، وانكب على التعرف على الأديان والتيارات الفكرية والفلسفية المتعددة، وتقرب إليه بعض جلساء السوء من أهل الزيغ، فما لبث أن تأثر بالفلسفة، وارتد عن الإسلام من غير أن يعلن ردته صراحة.
▪️ وكان يضم مجلس السلطان المقربين إليه من الفلاسفة والشيعة وأهل السنة والصوفية وغيرهم، بالإضافة إلى الهندوس، والبوذيين، والمجوس، واليهود، ثم أرسل السلطان محمد أكبر إلى البرتغاليين النصارى في جزر إندونيسيا يدعوهم أن يبعثوا إليه باثنين من علمائهم، وقدم إليه وفد من نصارى البرتغال، وحببوه في الديانة النصرانية، فأمر مترجميه أن يترجموا له الإنجيل، وأباح للنصارى أن يُنصِّروا إليهم من شاءوا من رعيته الهنود، بل عهد إليهم بتربية أحد أبنائه، وأقام علاقات صداقة وثيقة مع الهندوس والنصارى، وأعلى مراتبهم في الدولة، واتخذهم وزراء وأصدقاء، وتزوج من نساء البراهمة والهندوس والمسلمين جميعا.
▪️وقرر السلطان جلال الدين محمد أكبر أن الحق دائر بين الأديان كلها، واجتهد في إنشاء دين جديد يجمعها، وهو الدين الأكبري أو الدين الإلهي كما أسماه، مزج فيه الإسلام مع غيره من ديانات الهند، ويقوم هذا الدين على الإيمان بإله واحد يعبده جميع أتباعه، وبنى السلطان جلال الدين معبدا لهذا الدين الجديد، ودعا الناس إليه، وأرغمهم على اعتناقه، فاتبعه بالرغبة والرهبة آلاف الهنود.
▪️أقام جلال الدين أكبر دينه الجديد على عقيدة وحدة الأديان، وجعل شعاره: (لا إله إلا الله، أكبر خليفة الله)، وأباح في دينه الجديد شرب الخمر، وأسقط فرائض الإسلام كلها، فمنع أداء الصلوات الخمس في قصره، وهدم بعض المساجد وحولها لمعابد هندوسية، وبنى بيتا للخنازير في قصره، ومن أجل زوجته الهندوسية الجميلة جودا ومستشاريه الهندوس حرَّم ذبح البقر، وعاقب من يذبحها بالإعدام، وعندما مات هذا السلطان المرتد لم يكن بجانبه إلا طائفة قليلة من أصدقائه المقربين، ومات لعنه الله على الكفر سنة 1014 هـ/ 1605 م، ولما مات لم يبق على دينه أحد، واستمر الإسلام في الهند وفي غيرها من بقاع الأرض، ولو كره الكافرون.
🕳️ يُنظر: كتاب الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام لعبد الحي الطالبي (5/ 496 – 499)، كتاب نظرة عامة على دعوة وحدة الأديان لخالد أبو الفتوح (ص: 18، 19).

مشاركة المقال