توفي، امس الإثنين، العالم والمفسر العراقي د. نظام الدين عبدالحميد أحمد الشيخ بزيني في مدينة برستل البريطانية عن عمر يناهز الـ100 عام.
وأوصى الفقيد قبل وفاته بساعات أن يصلى عليه صلاة الغائب في مسجده “الملا عبدالحميد شيخ بزيني”، الذي بناه في أربيل بمنطقة “5 حساروك” عقب صلاة الجمعة القادمة.
وقد عمل الفقيد أستاذاً في كلية الشريعة بجامعة بغداد، وهو الشقيق الأكبر للعالم والمفكر الإسلامي العراقي د. محسن عبدالحميد ( أمين عام الحزب الإسلامي العراقي سابقاً ورئيس مجلس الحكم بالعراق عام 2004م).
تفسير القرآن الكريم باللغة الكردية
وكتب الراحل مؤلفات عديدة في الفكر الإسلامي والشريعة وتفسير القرآن الكريم، أبرزها: “مفهوم الفقه الإسلامي وتطوره وأصالته ومصادره”، “جناية القتل العمد في الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي”، “العبادة وآثارها النفسية والاجتماعية”، “دراسات وأبحاث في العقيدة والتفسير والفقه المقارن وأصوله”، “تفسير القران الكريم باللغة الكردية”.
ويتقدم رئيس تحرير مجلة “المجتمع” والعاملون فيها بخالص التعازي والمواساة من عائلة الراحل وتلامذته ومحبيه، سائلين الله تعالى له الرحمة والغفران، ولذويه الصبر والسلوان.
الفقيد في سطور:
- نظام الدين بن الملا عبدالحميد بن الملا أحمد الشيخ بزيني.
- ولد في كركوك بالعراق لمائة سنة خلت.
- والده كان إماماً وخطيباً في مدينة كركوك؛ لذا فقد نشأ في أسرة علمية شرعية ملتزمة.
- بعد وفاة والده رحمه الله عندما كان طالباً، تحمل أعباء إعالة إخوانه من البنات والبنين من خلال عمله مصلحاً للساعات فتعلم منها الدقة في العمل والحفاظ على المواعيد.
- تولى بنفسه رعاية أخيه الذي يصغره بأربعة عشر عاماً من أبيه ونشّأه نشأة علمية ملتزمة وهو د.محسن عبدالحميد (أمين عام الحزب الإسلامي العراقي سابقاً).
- تخرج من كلية الإمام الأعظم في بغداد وأخذ العلوم الشرعية من أبيه وعلماء العراق الشرعيين آنذاك ومنهم الشيخ مصطفى النقشبندي العالم الجليل والشيخ الملا معصوم والد رئيس العراق الأسبق الدكتور فؤاد معصوم.
-كان صاحباً لابن الشيخ مصطفى وهو الدكتور عبدالله النقشبندي لسنوات عديدة وعملا سوياً في ديوان الرقابة المالية في سبعينيات القرن الماضي.
- انتمى لجماعة الإخوان المسلمين أثناء تواجده في بغداد على يد الدكتور المهندس المصري د. حسين كمال الدين فكان في أول أسرة تربوية إخوانية؛ وبموته يكون آخر من مات من أفراد هذه الأسرة.
- ظل متمسكاً بإدارته للأسرة التربوية حتى ساعة خروجه من العراق عام ١٩٩٢ أو ١٩٩٣م، يلتقي بها لعقدين منذ إيقاف التنظيم عام ١٩٧١م ومنهم الأستاذ القاضي فاضل دولان يرحمه الله تعالى.
- وجه رسالة نصيحة فيها بعض الشدة إلى الشيخ الصواف وأعضاء قيادة الجماعة آنذاك؛ فقرأها الصواف عليهم وطلب رأيهم فيما جاء بنصحه؛ فأشاروا بتجميده أو إخراجه من الجماعة؛ فتمعر وجه الصواف من رأيهم وقال: نظام الدين ينفصل من الإخوان؟!!! نحن نخرج وهو يبقى.. نسيتم أنه في أول أسرة إخوانية؟!!! والله ما نصح إلا لله.. وكلما استقبله الصواف أخذه بالأحضان.. ثم ندم الأستاذ بعد ذلك وقال: لقد كنت قاسياً في نصحي.
- أخذ الشهادة العليا في الدراسات الفقهية (الماجستير) عن رسالته القيمة (جناية القتل العمد) والذي سجل فيها اجتهادات فقهية عصرية جديدة.
- أحبه جميع من عرفه من قريب أو بعيد، محبة مهابة؛ لعلمه والتزامه وخلقه وتواضعه وصرامته في الحق.
- له مؤلفات عديدة في الفقه والتفسير والدعوة ومقالات في مجلات إسلامية، محلية وعربية، منها مجلة الأزهر الذي كان لا يكتب فيها إلا أكابر العلماء آنذاك رغم حداثة سنه؛ لما في مقالاته من دقة علمية ورشاقة أدبية.