ونحن نعيش هذه الحقبة حقبة القرن الواحد والعشرين التي تمثل عصر التطور، والعلم التجريبي، والتكنولوجيا الذي وصل إليها الغرب ، تجده بالمقابل يصل إلى انحطاط يوازي تخبطه السابق في تأريخه الغابر (التأريخ الأوروبي )، وصلوا بالانحطاط الى ما بعد الحيوانية، يشجعون الش ذ و ذ ، وزواج الرجل بالرجل ،وغيرها من الحقوق التي ينادون بها، من تشجيع النساء على رفض الأبوية، وحرية ممارسة الجنس،، إلى آخر تلك القاذورات التي حتى الحيوانات لها فلسفة خاصة في إنكارها !
شاهدت مقطع لوزير النقل الأمريكي الجديد يقدم زوجته (رجل) أثناء كلمته للشعب الأمريكي والحضور في تلكم الجلسة، فتعجبت هل هؤلاء من جنس البشر حقاً !! !!!
نعم تلكم الشعوب الكافرة هذه فلسفتها للحياة وهذا تخبطها منذ فجر ظهورها، والمتتبع للفكر الغربي سيدرك هذا الواقع، حيث جاء دارون وجعل الإنسان حيوان متطور،ثم جاء فرويد ونزل بالإنسان الى مابعد الحيوانية !
وأما تاريخهم في الأيدلوجيات والفلسفات فنوع آخر من التخبط حتى جعلوا شعبوهم حقل تجارب أنكروا العقل، أنكروا الحس، أنكروا الفطرة ،أنكروا وجود الخالق، وانصدموا مع الكنسية التي كانت تمثل لهم المرجع الديني، بل حاربوها، ظهروا لنا بفكر الإلحاد منذ فجر تأريخهم، ظهروا لنا بفكر الوجودية، والاشتراكية ، والرأس مالية ، والعلمانية ، والليبرالية ، وصدروا لنا تجاربهم البشرية التي قد كفانا الإسلام عنها .
يجب علينا كمسلمين وجوباً شرعياً ألا ننبهر بالواقع الغربي، وحضارته المتخبطة التي استغنت عن الله وشرائعه وماجاءت به الأديان السماوية، ولنحمد الله على نعمة الإسلام وطمأنينته، فالقوم لا يقر لهم قرار، وما واقعنا إلا خير دليل أننا وهم في حرب قيم ووجود ، المستهدف الأكبر هم نساؤنا، وشبابنا، والأجيال القادمة، فالحذر الحذر معشر المسلمين ، فقد هيئوا لهذا كل تلك الوسائل والمؤسسات الإعلامية التي تشاهدوها عبر الفضاء المفتوح، بل وعبر أنظمة الحكم في بلاد المسلمين التي تجدها تتماهى وتنفذ كل ما يطلب منها ، فحصنوا أبنائكم، وبيوتكم، وأسركم بقيم الإسلام، وكونوا متيقظين لِمَ يغزوا عقولهم من الصور والمقاطع والمفاهيم الخاطئة التي ترسخ في الذهن والوجدان لديهم .
عززوا عند الجيل عدم الانبهار المنكسر أمام النموذج الغربي حتى وإن كانت له بصمة مادية واضحة على البشرية ، فهم سرعان ما ينقلون الإنسانية إلى ما بعد الحيوانية رغم ذلك التقدم المادي!