آخر الأخبار

السعودية وتقليدية سياساتها تجاه اليمن

بقلم | علي عبد الملك الشيباني

لم تستفد المملكة السعودية من مجمل المتغيرات الدولية والاقليمية والمحلية في مايرتبط بعلاقتها مع اليمن, بما في ذلك متغير الوحدة اليمنية العام 90م.

ظلت السعودية ومازالت رهينة لمقولة ” خيركم وشركم من اليمن ” .. مقولة شعبية لاعلاقة لها ولا قيمة في ميزان العلاقات بين الدول, القائمة على اعراف وقوانين ومصالح متبادلة , من منطلق قاعدة ” لاعداوة ولا صداقة دائمة في السياسة ” .

كان يفترض بهذه الاحداث الجارية في اليمن بصبغتها ولونها الدخيل, ان تضع قيادة المملكة امام جدية اعادة النظر بعلاقتها باليمن, بالنظر الى مترتبات هذه الاوضاع على الشأن السعودي, خاصة حين نقف على نفسها الاقليمي ومترتباتها الداخلية , بالنظر الى كون شعب المملكة يضم اكثر من خمسة ملايين شيعي, يقطن جميعهم المنطقة الشرقية الغنية بالنفط, عدد غير قليل يظل رهين كلمة او اشارة من ملالي ايران.

تعاطي المملكة مع الشأن اليمني خلال ثمان سنوات من الحرب وعلى خطورتها , يؤكد على ان قيادة المملكة مازالت على تقليديتها ونظرتها القاصرة, الا اذا كانت حركتها محكومة بسياسات ومصالح سقف قوى دولية لاتستطيع الفكاك منها.

من هذا المنطلق, فإن مايتبعه التحالف من سياسات لايتلائم مع دوافع تدخله المعلن, والقائم على القضاء على الانقلاب وإعادة الشرعية, وان تدخله جاء بطلب من الحكومة اليمنية.

مايجري على الارض لاعلاقة له بهذه الاهداف, فالجيش اليمني المفترض انه معني بتحقيقها وإعادة الامور الى سابق عهدها, لاعلاقة له بمعنى الجيش الوطني ومرجعيته العسكرية الواحدة …فهناك اشكال عسكرية متعددة ومرجعيات مختلفة لاتحتكم مسمياتها لوزارة دفاع الشرعية.

المقاومة الوطنية ومكتبها السياسي بقيادة عمار ويتبع الامارات, المجلس الانتقالي بقيادة عيدروس ويتبع الامارات ايضا. وشكل عسكري غير معلن يتبع جماعة الاخوان في كل من تعز ومارب, وتسميات اخرى تابعة ل علي محسن اكثر من تبعيتها لوزارة الدفاع.

هذا التمزق والتبعيات والولاءات العسكرية تؤكد ماذهبت اليه آنفا فيما يخص بلادة السياسة السعودية وقصورها, وبما قدمها ايضا على حقيقة قدراتها العسكرية وامكانياتها المسلحة… ولهذا ستظل المملكة ونتيجة لأداءها الضعيف وسياساتها القاصرة ونظرتها الشعبية, هدف دائم للجيران وقوى المذهب والسياسي المختلف.

مشاركة المقال