الحرب تستنزف الأرواح والنفسيات والآمال أيضا، فمع حالة الدمار والعبث والشتات الكبير؛ يموت الأمل والطموح في نفوس بعض الشباب خاصة شيئا فشيئا إلى أن يتحول الشاب إلى كتلة من الإحباط والقنوط وركام من الهم والغم، وحينها يبحث عن أي مخرج لحاله، ولو كان المخرج مغامرة بالحياة على خط الحدود الدولية متعرضا لرصاص الموت، أو الارتماء في أحضان التنظيمات أو السقوط في وحل المنظمات المشبوهة أو العصابات، أو الخلود إلى الأركان والشلل ومجالس الضياع..
أجزم أن الحرب ستنتهي في يوم ما، لأن الحرب في تاريخها البشري لاتستمر أبدا، لها أجل وتنتهي كما تنتهي كثير من المظاهر البشرية، لكن لك أن تتخيل أن الحرب انتهت ولست مؤهلا للعيش صالحا كمواطن مستقيم، بل كنت ضحية تفكيرك المستعجل في الوضع الأول، وقراراتك المستعجلة ويأسك وقنوطك وربما صديقك الذي أسأت اختياره، أو الاستسلام لحالتك النفسية الراكدة المرهقة، وكان بإمكانك في حال الحرب والشتات أن تبني نفسك، أو تحافظ عليها في أقل الأحوال، وحينها قد تندم لو أنك تطورت وترقيت علما ومعرفة ومعارف وتجربة، وعندما جاءت لحظة الانفراجة كنت عنصرا فاعلا، وراشدا فاضلا، وفي أقل أحوالك لست ضارا..
لهذا أخص شبابنا وفتياتنا:
حافظوا على أنفسكم وعقولكم وسمعتكم، ولاتستعجلوا بالمخاطرات الضارة والمغامرات القاتلة، والعلاقات المشبوهة، ابنوا نفوسكم، وتلمسوا الفرص النافعة وارتبطوا بالأشخاص الذين يحسنون مساعدة الغير عملا وأملا، وتوجهوا إلى التخصصات التي تناسب طباعكم ونفسياتكم، وفكروا كثيرا كثيرا في كل قرار تتخذونه يتعلق بمصيركم، واستشيروا الموثوقين والمجربين، وسيأتي اليوم الذي تضع {الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} بإذن الله، وستكونون مسرورين مرتين؛ مرة بانتهاء الحرب، ومرة بالحفاظ على نفوسكم وصناعتها، إذن {وَلَا تَيْأَسُوا} {وَلَا تَيْأَسُوا} {وَلَا تَيْأَسُوا}