آخر الأخبار

نقل عضو من ميت

الملتقى اليمني

خاص

▶️ السؤال ..

📩 شيخنا القاضي هل يجوز عمل عملية زراعة الرئتين لمريض تتوقف حياته على نقلها (وهذا يعني نقلها من شخص آخر ميت سريريا ) كما سمعت..
افتونا بارك الله فيكم

▶️ الجواب..

الحمدلله.. وبعد

الحكم على نقل الأعضاء النافعة من ميت سريريا أو دماغيا، إلى شخص آخر تتوقف حياته(بإذن الله) على زراعة ذلك العضو، هو فرع عن الحكم على الميت سريريا: هل يعتبر ميت حقيقة وشرعا؟ أم لا؟
فإن كان ميتا حيقة وفارق الحياة بموت الدماغ كليا(المخ، المخيخ، جذر الدماغ) وتوقف القلب نهائيا، فذلك ميت شرعا، ويجوز نقل ما ينفع من أعضائه، وزراعتها بجسم مضطر لها، ولايجوز ذلك الاّ بأربعة شروط:
1- تحقق وفاة المنقول منه، بمفارقة الروح الحياة لجميع أعضائه وبخاصة(جذع المخ، القلب، التنفس)
2- إذن مسبق من الميت في حياته(وصية)، أو إذن ورثته بعد موته..
3- توقف حياة المضطر(المريض) على زراعة ذلك العضو في جسمه، مع رجحان نجاح العملية.
4- أن لايكون ذلك للمتاجرة بالأعضاء الإنسانية، أو لغرض البيع، وإنما يكون تبرعا وصدقة لوجه الله.

وإلى جواز نقل الأعضاء من ميت وزراعتها بجسم حي مضطر لها، ذهب جمهور العلماء المعاصرين، ودور الإفتاء، والمجامع الفقهية،
وذهب بعض العلماء إلى عدم الجواز، كون الإنسان بناء الله، المكرم الذي لايجوز المساس به، ولايملك التصرف في أعضائه، فليس مالكا لها، كما لايجوز لورثته التصرف في أعضائه بعد موته، فهم يرثون المال ولا يرثون الجسم وأعضائه..

والراجح الجواز وفق الشروط التي ذكرناها سلفا للأدلة الآتية:

  • يجوز ذلك للضرورة، وكما جاء في آيات الترخيص بالمحظور للمضطر قال الله تعالى: “الاّ ما اضطررتم إليه، والقاعدة المتفق عليها تقول: الضرورات تبيح المحظورات
  • قول الله تعالى : “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”
    وفي ذلك إنقاذ للإنسان وإحياء لنفس.
  • وقوله سبحانه: “يريد الله بكم اليُسر ولا يريد بكم العُسر” وغيرها من الآيات التي تدل على أنّ مقصود الشارع التسيير لا التعسير.
  • عملا بقاعدة:
    إذا تعارضت مفسدتان دفع أعظمهما بارتكاب أخفهما ومفسدة هلاك الحي أعظم من مفسدة نقل عضو من ميت..و الأمور بمقاصدها فالمقصد إنقاذ نفس حية، وليس إهانة الميت والتمثيل به..
    والله أعلم.

✍️ القاضي محمد بن علي داديه

مشاركة المقال