ما أحكمَ اللهَ حينَما يُؤخِّر النصر والتمكين لِلصالحين ! فتضيقُ صدُورٌ لِذلك ، ويَصِلُ بعضُ الناسِ إلى اليأس ، ولكنهُ سبحانه لَيس في عَجَلَةٍ مِن أمْرِه ، بل يدَعُ الزمانَ الكافي يَمْضَي حتَّى يَظهَرَ لِلعُيون ولِلعقول الخبيثُ من الطيب ، فالغايةُ مِن الدنيا كُلِّها هي تَمْريْرُ أنواعِ الامتحان ، فيَهْوِي أقوامٌ من عُلُوٍّ ، ويَرتَفعُ آخَرون مِن السُّفْل ، ويَظهَرُ المُوِالِي من العَدُوِّ ، وتصْطَفُّ الصفوف ، بعضُها تَتَقَدَّمُ ، وبعضُها تَتَأَخَّر ، وتَتَميَّزُ إلى فسطاطَين ، فسطاطِ إيمانٍ لا نفاقَ فيه ، وفسطاطِ نفاقٍ لا إيمان فيه ، فالثباتَ الثباتَ أيُّها الأثْباتُ أثْناءَ الفِتَنِ المُسقِطات .
قال تعالى : (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ علَى مَا أنتُم عليهِ حتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِن الطيِّب ، وما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُم علَى الغَيب …) المائدة .
———————————————————