يعد التقبيل إحدى سلوكيات المحبة والمودة والرحمة. وهو غالبا يدور في إطار الأسرة والقرابة.
أما عندما يتحول التقبيل إلى صور تذلل وانكسار وتعظيم للآخر، فهذا لم يعهد زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعظم الخلق، ولا زمن الخلفاء الراشدين وهم أقطاب الأولياء، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على جلالته وعظمته ومكانته عند ربه لم يؤثر تقبيله من أتباعه إلا في النادر.
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى صحابته أن يقفوا بين يديه كما تفعل الروم وفارس مع عظمائهم واليهود والنصارى مع أحبارهم كي لا يكون في ذلك إذلال لهم وشعور بدونية جاء الإسلام لينزعها عنهم، حتى أنه في الصلاة نهاهم إلا أن يصلوا خلفه قعودا إذا قعد. كل ذلك صيانة لكرامة الإنسان. كما حرم السجود والركوع والانحناء تعظيما لبشر آخر، لأنه صرف نوع من الأعمال المخصصة بعبادة الصلاة لله وحده.
فكيف اليوم بمن يرضى أن يقبل الناس خضوعا وتذللا لكتفه أو يده أو ركبته على سبيل العادة المطردة التي من خالفها أنكر عليه؟!
إن هؤلاء فراعنة ونماردة وأبالسة في ثوب أولياء أو آل بيت!.
ومن ثم فكل تقبيل تصاحبه عادة الانحناء والتعظيم والإجلال والاطراد مع أشخاص بعينهم لنسب أو علم أو ملك محرم شرعا من باب قياس الأولى. ويجب نهيهم عنه وتحذيرهم منه، لأنهم بذلك يذلون أنفسهم والشرع والعقل والأخلاق تدعوهم لإكرامها.
- طلاب الدنيا
هم لا يريدون الدنيا، يريدون الآخرة،
لكنهم جيلا بعد جيل،
يقدسون ذواتهم، ويصنعون هالة حول شخوصهم، بالأنساب تارة، وبالكرامات تارة، وبرفع قبورهم بعد الموت وتشييدها تارة أخرى، ليجعلوها مزارات ومداخل كسب لأبنائهم وأبناء أبنائهم!
هم لا يريدون الدنيا..
يريدون تقبيل الأيادي والركب والصدارة والوجاهة،
يريدون الخمس والأوقاف الخاصة بهم،
يريدون أن ينادوا بالسيد والشريف والحبيب!
الله يهديكم يا هبل يا مجانين..
هم لا يريدون الدنيا يريدون الآخرة بس أنتم فاهمين غلط!!
طيب هذا كله وهم يريدون الآخرة فكيف لو كانوا يريدون الدنيا ماذا كانوا سيفعلون؟!!!