آخر الأخبار

لماذا نعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

الشيخ/ أكرم الأقزعي

نحن لا نعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان رجلا عربيا من قريش، أو لأنه كان مصلحا كبيرا في قومه، أو لأنه جاء بأفكار ترشد الإنسان إلى السعادة، أو غير هذا مما يمكن أن يكون مبررا لتعظيم إنسان.

وإنما نعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه رسول الله. وإذ كان الأمر كذلك، فإن هذا التعظيم ومظاهره يجب أن تكون مقررة في الرسالة التي جاء بها رسول الله، فما أجازته فهو جائز، وما رفضته فهو مرفوض.

ولهذا، فليس كل ما يمكن أن يقال بأنه تعظيم للرسول صلى الله عليه وسلم يكون جائزاً شرعاً ومحبوباً لله ولرسوله، ألا ترى كيف أن النصارى لما خرجوا في تعظيمهم لعيسى عليه السلام عن رسم الشرع وقعوا في الشرك والإثم!!

ولما كان التعظيم يلزم عنه المحبة ولابد، وكان مقتضى المحبة الموافقة للمحبوب، وضع الله تعالى قاعدة مركزية أو معيارا كليا لدعوى محبة النبي وتعظيمه، فقال: [قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ]،

وهذه الآية حري أن تسمى ب (الفاضحة الكاشفة) لدعوى المحبة والتعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم، فبقدر ما تتبع السنة وتلتزم بها يكون لك من محبة النبي وتعظيمه، أما غير ذلك فليس سوى أباطيل جانحة، وأهواء شاردة، وتلبسات إبليس، حتى وزوقوا الشعارات، وأسالوا الدموع منهمرات، وزخرفوا الألفاظ والكلمات.

ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم ثم التابعون والأئمة أشد الأمة حرصا على اتباع السنة في الصغيرة والكبيرة، ولا يبالون بدعوى المحبة وشعار التعظيم الذي يرفعه المبتدعة، وهم عمليا يناقضون مقصود النبوة وأهدافها العليا.

مشاركة المقال