آخر الأخبار

  شُبهات حول علي – رضي الله عنه (5 – 10)

بقلم | الشيخ علي القاضي

الملتقى اليمني

سادسا: اتفاق اهل السنة – وللتعريف بهم هم اغلب الأمة في كل زمن وهم أهل الإسلام الصحيح قبل ظهور الفرق الضالة من شيعة وخوارج الخ-
اتفقوا على براءة علي رضي الله عنه من دم عثمان رضي الله عنه وعلى بطلان كل رواية وردت في ذلك :
•قال الإمام ابن تيمية في اتهامات بعض اهل الشام لعلي بشأن قتل عثمان :وهذا كله كذب على علي – رضي الله عنه – وافتراء عليه ، فعلي – رضي الله عنه – لم يشارك في دم عثمان ولا أمر ولا رضي. وقد روي عنه – وهو الصادق البار .

  • أنه قال: والله ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله. منهاج السنة٤٠٦/٤
    • وقال في موضع آخر: وكل ذلك كذب على علي – رضي الله عنه -. وقد حلف – رضي الله عنه – وهو الصادق بلا يمين – أنه لم يقتل عثمان، ولا مالأ على قتله، بل ولا رضي بقتله، وكان يلعن قتلة عثمان.
    وأهل السنة يعلمون ذلك منه بدون قوله. فهو أتقى لله من أن يعين على قتل عثمان، أو يرضى بذلك.
    منهاج السنة٢٠٢/٦
    وبهذا اختم الرد على الشبهة الفاجرة باتهام رابع الخلفاء الراشدين رضي الله عنه بقتل عثمان رضي الله عنه بعد ان ذكرت من الأدلة والمراجع ما يعرف به الموفق موقف اهل السنة من هذه التهمة ومن مكانة علي والصحابة عامة في الإسلام.
    شبهة كلام العباس في علي رضي الله عنهما.
    • حديث مالك بن اوس وفيه قول العباس لعلي رضي الله عنهما “الكاذب، الآثم، الغادر، الخائن” وقول عمر ان العباس وعليا رأيا كلا من ابي بكر وعمر رضي الله عنهم جميعا في قضية ميراثهما من النبي عليه الصلاة والسلام “كاذبًا آثمًا غادرًا خائنًا ” رواه مسلم.
    • والجواب عنه من وجوه:
    اولا: من يحتج بهذا الحديث لكونه في ثاني اصح كتاب للسنة او يحتج باي حديث في الصحيحين على تقوية رأيه في قضية ما فيلزمه عقلا وشرعا ما يلي:
    ١-ان يكون معتقدا بحجية السنة مؤمنا بصحة منهج المحدثين في نقل الروايات الخ فأما ان كان يحتج بحديث ما لهواه فقط وهو ينكر اصل ثبوت الاحاديث ويعتبرها موضوعة ولا يؤمن بالسنة ابتداء كحال من يحتج بالحديث السابق فهذا تناقض وسفه ومجرد حقد لا اثر فيه لأي منهجية علمية ولا حتى احترام للقارئ الواعي.
    ٢- ان يجيب عن الاحاديث الصحيحة الكثيرة التي تعارضه فمثلا حديث مالك بن أوس السابق ناسب مزاج الحاقدين على علي رضي الله عنه فاحتجوا به فيلزمهم الإجابة عن الاحاديث المبجلة لعلي وهي في مسلم والبخاري وغيرهما من كتب السنة اقتصر على نماذج فقط منها :
    •حديث احمد ومسلم (عن ام سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لعلي : “لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق ) احمد رقم26507 ومسلم٧٨ ورواه اهل السنن وغيرهم.
    •في الصحيحين والسنن وغيرها قال صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر (لأعطين الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله.. )البخاري رقم 2975
    ومسلم رقم 2407 واعطاها عليا رضي الله عنه .
    وفي مسلم أيضا رقم 2408 ان عليا من اهل بيت النبي الذي أوصى بهم الأمة.
    • فما قيمة كلام العباس رضي الله عنه امام هذه المناقب الهائلة ان كنتم فعلا تؤمنون بالسنة يامن تسبون عليا وما قيمتها امام كون عليا رضي الله عنه من السابقين الاولين من المهاجرين ومن اهل بدر وبيعة الرضوان وغيرها من المؤهلات التي نزلت في إثباتها وفضل أهلها آيات توجب على من كان في قلبه ذرة إيمان ودين ان يحب عليا واهل بيته ويتأدب معه او على الأقل يخفي مرضه ويخرس لسانه احتراما للكتاب والسنة وما فيهما من مناقب الصحابة وعلي رابع قممهم رضي الله عنهم.
    •وتأدبا وطاعة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين(لا تسبوا أحدا من أصحابي ؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) البخاري رقم 3673 ومسلم رقم 2541 وفي رواية احمد في مسنده( مثل الجبال ذهبا) رقم 13812 وسنده صحيح
    •ومعنى الحديث ان المسلم غير الصحابي لو انفق مثل احد او الجبال نفقه في سبيل الله فلن يبلغ اجرها مثل ملىء الكفين من صحابي او ملىء كف فقط !!!فمن كان معه قبضة كف كيف يتطاول على من معه جبال ؟!!
    •فيا عشاق حديث غضب العباس على علي رضي الله عنهما الا تعشقون احاديث النبي عليه الصلاة والسلام في فضل علي وهي في مسلم والبخاري ؟! وكيف تقدمون كلام العباس على كلام النبي في علي ؟!
    ٣ -هناك احاديث كثيرة صحيحة صريحة تلفظ بها علي رضي الله عنه في الثناء على ابي بكر وعمر رضوان الله عليهما وهي اصرح من ظن عمر بان عليا يتهمه هو وابا بكر بقوله “فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا، والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولي أبي بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا، والله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق..” مسلم رقم 1757
    •نذكر بعضها على كثرتها لعل من يتمسكون برواية غضب العباس من علي اليتيمة الوحيدة يرجعون عنها لهذه الروايات الصحيحة منها:
    •روى الامام البخاري في صحيحة” عن محمد بن علي بن ابي طالب قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر، قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر..” رقم 3671
    •في الصحيحين: “عن ابن عباس ان عليا ترحم على عمر – وهو على سرير الموت-وقال : ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك ؛ وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” جئت أنا، وأبو بكر، وعمر. ودخلت أنا، وأبو بكر، وعمر. وخرجت أنا، وأبو بكر، وعمر “. فإن كنت لأرجو، أو لأظن، أن يجعلك الله معهما “رواه البخاري 3685 ومسلم 2389
    •روى الامام الحاكم “عن أبى وائل شقيق بن سلمة قال: قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا تستخلف علينا؟ قال: ما استخلف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأستخلف، ولكن إن يرد الله بالناس خيرا فسيجمعهم بعدي على خيرهم، كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم.
    المستدرك ٣/ ٧٩ صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. حديث رقم ٤٤٦٧
    •روى الامام احمد “عن علي رضي الله عنه قال وما نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه.” المسند رقم 834، وصححه الامام ابن تيمية في منهاج السنة ٦‏/٥٧ ، والامام الهيثمي في مجمع الزوائد ٩‏/٧٠ ، والمحدثان احمد شاكر في تخريجه المسند ٢‏/١٤٧ ، وشعيب الأرناؤوط حديث رقم 834 وغيرهم
    ٠وقال الامام الذهبي: وقال علي -رضي الله عنه: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وعمر. هذا والله العظيم قاله علي وهو متواتر عنه؛ لأنه قاله على منبر الكوفة فلعن الله الرافضة ما أجهلهم؟
    سير أعلام النبلاء١٥/١ ونقل هذا التواتر من ثمانين طريق كمال قال الإمام ابن تيمية في منهاج السنة٣٠٨/١ والإمام ابن كثير في البداية والنهاية ١٤/٨
    قلت: وهذا التواتر عن علي رواه احمد في مسنده وأبو داود وابن ماجه وغيرهم ومعنى متواتر عند الائمة انه صحيح مقطوع به كما يقطع بالقرآن فهل يعي ذلك من يضرب الأحاديث والآثار بعضها ببعض دون ان يحسن الجمع بينها او يحسن الظن بقائلها؟!
    •روى الشيخان في حديث طويل” فتشهد علي بن أبي طالب، ثم قال : إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك، ولكنك استبددت علينا بالأمر، وكنا نحن نرى لنا حقا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يزل يكلم أبا بكر حتى فاضت عينا أبي بكر، فلما تكلم أبو بكر قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي” البخاري رقم 3712، ومسلم رقم 1759.
    فهل بعد كل هذا الصفاء والاعتراف بالفضل والحب المتبادل من علي للصديق واعتذار الصديق له رضي الله عنهما عما قد يكون اغضبه واعتراف علي بفضل عمر رضي الله عنه يمكن دفع كل ذلك ودفع قوله تعالى” رحماء بينهم” برواية مفردة نادرة ليس فيها اكثر من لحظة انفعال لا يخلو منها بشر.
    ثانيا: تمهيد قبل شرح رواية مالك بن أوس في كلام العباس في علي وكلامهما في ابي بكر وعمر رضي الله عنهم اوجزه في النقاط التالية:
    أولا: طالما صحة الاحاديث الكثيرة في مناقب علي رضي الله عنه وقد قدمت نماذج منها.
    وقبل ذلك الآيات في الصحابة رضي الله عنهم بالقطع لهم بالإيمان والصدق والجهاد ونصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بل وبتفضيلهم في التوراة والإنجيل والقرآن والجزم لهم بالجنة والمغفرة خاصة للمهاجرين الاولين واهل بدر والرضوان وعلي رضي الله عنه رابع عظمائهم وافضل الصحابة والأمة بعد ابي بكر وعمر عند بعض أئمة اهل السنة او بعد الخلفاء قبله عند جميع اهل السنة رضي الله عنهم جميعا لما كان الامر كذلك من المكانة للصحابة عامة والخلفاء خاصة.
    بالنصوص القطعية كتابا وسنة وجب على كل مؤمن يعظم كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ويخاف الله ويحذر من إعلان الله تعالى له بالحرب ان حارب اوليائه :
    •ان يتثبت من صحة كل قول اوفعل ينسب الى احد من الصحابة ممافيه مثلبة او قدح وهو غالب الروايات الإخبارية والروايات الموضوعة وقد غربلها محدثوا اهل السنة عبر القرون وان راجت للاسف على من كانت بضاعته مزاجة في الحديث من علماء اهل السنة فضلا عن غيرهم
    والتثبت في النقل خاصة ما يتعلق بعرض مسلم واجب شرعي يثاب فاعله ويعاقب تاركه والادلة اكثر واشهر من ان تذكر فكيف بالتثبت في ما ينسب لافضل الخلق بعد الانبياء والرسل عليه السلام.
    •ثانيا:ثم بعد التثبت والتأكد من صحة بعضها ياتي دور التبصر والتقوى وحسن الفقه والفهم لهذه الآثار المحتملة الظنية والجمع بينها وبين النصوص القطعية في فضل الصحابة والتماس احسن المحامل لها لا ترقيعا او تبريرا لغلط او معصية ثبتت على صحابي وانما تقديما للقطعي في فضلهم الوارد في الكتاب والسنة على الظني في نقصهم.
    ولعدم ضرب بعضها ببعض فحسن الظن بمن غالبه الصلاح والخير واجب بلا خلاف لعموم الأدلة الآمره بذلك فكيف بتلاميذ سيد البشر وخير معلم ومربي صلى الله عليه وسلم.
    ثالثا: ترك هذه الاعتبارات عند دراسة الروايات والآثار الثابتة المشتملة على زلات بعض الصحابة او معاصيهم لا يعني سوى اتباع اهل الأهواء ومفارقة سبيل المؤمنين وعصيان الله ورسوله في وجوب الدعاء للصحابة الذين سبقونا بالإيمان بالمغفرة وتطهير قلوبنا من غلهم وكرههم كما انه سوء ظن محرم بخير امة أخرجت للناس وخير القرون وتقديما للظني المحتمل نقصهم على القطعي كتابا وسنة القاطع بغفران الله لهم ودخولهم الجنة وبعلو كعبهم في الدينا دينا وتقوى وعلما وصلاحا وصدقا وجهادا وقدوة وهذا لا يفعله حسن الفهم او حسن النية!!
    •هذا تمهيد لابد منه قبل الولوج في الشرح لارتباطه به ولفهم كلام الائمة شراح السنة فمن يجهل هذه المقدمة يعتبر شروحهم ترقيعا!! او تضليلا للناس وحاشهم رحمهم الله بل هو رد الجزئيات للكليات ورد الفروع للأصول والمتشابه للمحكم وتصور عام مكتمل للقضية ورؤية شامله لها من كل الزوايا واستحضار كل ما يتعلق بها للحكم عليها بدقة وعلم وانصاف وشمولية حذرا من الاعتماد على بعض الأدلة دون بعض والذي ينتج عنه قصور في النظر وظلم في التقويم وهو امر محرم ومنكر عظيم في حق الك افر فضلا عن المسلم فضلا عن سادات الأمة الممدوحين في التوراة والإنجيل والقرآن رضي الله عنهم
    •هذه هي وجهة نظر أئمة اهل السنة في اعتقادهم في الصحابة وفي تعاملهم مع ما صح من الآثار التي تثبت بشريتهم وعدم عصمتهم من كل قول او فعل محرم بسبب الغضب او الشهوة او الجبلة البشرية التي لا يعصم منها غير الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ولا يوجد سني واحد يعتقد العصمة لغيرهم
    •وعليه لا يوجد أي حرج شرعي او عقلي عند اهل السنة لو قلنا غلط العباس بكلامه المنفعل على علي رضي الله عنهما في لحظة غضب او سوء فهم او سوء ظن الخ العوارض البشرية التي تقع من الكبار والصغار ولا يقصد العباس حقيقة الكلمات فيها فعلي اتقى واورع من ذلك بإجماع الصحابة الذين بايعوه على الخلافة وقدموه على كل الصحابة عند بيعته ومستحيل ان يتفقوا على بيعة من كانت فيه هذه الصفات المذمومة.
    •وحتى من رفضوا بيعته كمعاوية لم يتهمه بشيء منها وانما بعدم إقامة الحد على قتلة عثمان كما قدمنا ولو كانت هذه الصفات في علي حاشاه لأشاعها معاوية او اتباعه او الخوارج الذين قاتلوه فقط على ظنهم كفره بالتحكيم لا على كونه غادر كاذب الخ .
    •ولذلك سكت عمر ومن كان عنده من الصحابة عن انفعال العباس لكونه كلام غاضب عابر يزول بزوال غضبه لا كلام شاهد بادلته وبراهينه يقاضى به المشهود عليه امام الخلفية ولو علموا ان العباس يقصد حقيقة لفظه لأنكروا عليه ذلك لكونه منكرا وزورا من القول يجب عليهم انكاره ولأنه يستحيل ان يتصف بها من امرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام باتباع سنته هو والخلفاء الراشدين المهديين قبله والعض عليها بالنواجذ ولكون عمر جعل عليا من السته اهل الشورى الذين يختارون خليفة الأمة بعده فهل سيختاره عمر لذلك لو كانت فيه احدى هذه الخصال التي ذكرها العباس فضلا عن كلها؟! يستحيل ذلك عقلا وشرعا لذلك سكتوا لكونه انفعال عم على ولد اخيه له عليه كحق الوالد في البر والإكرام واحتمال الانفعال.
    والوالد لا يقاد بولده فضلا عن تحمل شتمه في حال الغضب وما اجمل قول الحافظ ابن حجر رحمه الله : ولم أر في شيء من الطرق أنه صدر من علي في حق العباس شيء.
    فتح الباري ٢٠٥/٦
    وهو دليل إضافي على ان الأمر لم يكن اكثر من انفعال عابر تلقاه علي بحلم وسكينة ورزانة وادب جم مع عمه ولو كان العباس فعلا يقصد حقيقة الفاظه لدافع علي عن نفسه ولما سكت عن وصفه بكبائر لا يسكت عن تحملها كبار من اتصف بها من المجرمين لشناعتها وبشاعتها
    •ولانكر على العباس أيضا عمر ومن معه من الصحابة رضي الله عنهم جميعا لان سكوتهم عليها لو كانت حقا يعنى اقرارهم العباس على كلامه وحاشاهم من ذلك لان هذا سيكون ردا منهم لما ورد من فضلهم جميعا مع علي في الكتاب والسنة ولن يثني الله ورسوله على غادر آثم خائن …حاشا لله
    •وكذلك أيضا غلط علي والعباس في ظنهما ذلك عن ابي بكر وعمر رضي الله عنهم جميعا وهذا الغط وليد وقته ولم يكن حقدا راسخا ولا اعتقادا دائما بدليل ما صح من ثناء علي لابي بكر وعمر الذي قدمنا بعضه وهو اكثر من هذه الفلتة العارضة .
    •ولو قومنا الشخصيات بالكلمات العابرة المنفلتة منها او عليها في لحظات الحدة والغضب لانتهت العلاقات بين العلماء وبين الارحام والاحباب والأسر والجيران والأصدقاء ولتربص الناس بعضهم ببعض ولما كان هناك عفو وسماح ونبل ومروءة وسلامة صدر واخلاق وقبل ذلك دين وصلاح ولما بقي قدوة في الدنيا بعد الأنبياء والرسل بل حتى هم عليهم السلام عاتبهم الله في كتابه أحيانا.
    •ثالثا : اهل السنة اهل علم وعقل ودين وتقوى وورع وهذا هو الإسلام الحق فقد انصف القرآن اهل الكتاب والمشركين وانصفت السنة حتى ابليس “صدقك وهو كذوب”.
    لذلك يوردون ما صح من النصوص وافقت معتقدهم او خالفته ذمت من يحبونه او مدحت من يبغضونه.
    لذلك لا يخجلون ولا يخفون الحديث السابق ونحوه فهناك احاديث في الصحيحين فضلا عن غيرهما فيها كلام بين ابي بكر وعمر او بين ابي بكر وعمر والانصار او بينهم وبين عثمان او بين الأنصار بعضهم بعضا الخ رواه اهل السنة في اصح كتبهم ولم يكتشفها بعد المؤرخون الجدد!! او انها ستكون المرحلة المقبلة لهدم الخلفاء الراشدين !!!
    •ولا يخفون ولا يخافون أي حديث صحيح قد يحتج به اهل البدع والضلال او حتى غير المسلمين في الطعن في الصحابة او الإسلام او الرسول عليه الصلاة والسلام فعندهم الجواب العقلي والشرعي على ذلك ولعل من ادق من جلى موقف اهل السنة في ذلك حسب علمي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي يحتج ببعض كلامه أحيانا أعداء علي واهل بيته بانتقائية معرضين عن باقي كلامه في الثناء عليهم والدفاع عنهم وهو الأصل عنده
    •وان حملته ردود الأفعال على الراف فضة أحيانا الى عبارات والزامات لهم لا تليق منه في حق علي رضي الله عنه ولكنها لا تكاد تذكر امام دفاعه وثنائه عن علي واهل بيته.
    •قال ابن تيمية: هو يرد على الرافضة الذين يطعنون في الصحابة بمثل حديث مالك بن اوس السابق: “والجواب: أن يقال: أما أهل السنة فإنهم في هذا الباب وغيره قائمون بالقسط شهداء لله، وقولهم حق وعدل لا يتناقض. وأما الرافضة وغيرهم من أهل البدع ففي أقوالهم من الباطل والتناقض ما ننبه – إن شاء الله تعالى – على بعضه، وذلك أن أهل السنة عندهم أن أهل بدر كلهم في الجنة، وكذلك أمهات المؤمنين: عائشة وغيرها، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير هم سادات أهل الجنة بعد الأنبياء، وأهل السنة يقولون: إن أهل الجنة ليس من شرطهم سلامتهم عن الخطأ، بل ولا عن الذنب بل يجوز أن يذنب الرجل منهم ذنبا صغيرا أو كبيرا ويتوب منه .
    •وهذا متفق عليه بين المسلمين، ولو لم يتب منه فالصغائر مغفورة باجتناب الكبائر عند جماهيرهم، بل وعند الأكثرين منهم أن الكبائر قد تمحى بالحسنات التي هي أعظم منها، وبالمصائب المكفرة وغير ذلك.
    وإذا كان هذا أصلهم فيقولون: ما يذكر عن الصحابة من السيئات كثير منه كذب، وكثير منه كانوا مجتهدين فيه، ولكن لم يعرف كثير من الناس وجه اجتهادهم.
    •وما قدر أنه كان فيه ذنب من الذنوب لهم فهو مغفور لهم: إما بتوبة، وإما بحسنات ماحية، وإما بمصائب مكفرة، وإما بغير ذلك ; فإنه قد قام الدليل الذي يجب القول بموجبه: إنهم من أهل الجنة….
    ومن علم ما دل عليه القرآن والسنة من الثناء على القوم، ورضا الله عنهم، واستحقاقهم الجنة، وأنهم خير هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس لم يعارض هذا المتيقن المعلوم بأمور مشتبهة: منها ما لا يعلم صحته،
    ومنها ما يتبين كذبه،
    ومنها ما لا يعلم كيف وقع.
    ومنها ما يعلم عذر القوم فيه.
    ومنها ما يعلم توبتهم منه.
    ومنها ما يعلم أن لهم من الحسنات ما يغمره، فمن سلك سبيل أهل السنة استقام قوله، وكان من أهل الحق والاستقامة والاعتدال، وإلا حصل في جهل وكذب وتناقض كحال هؤلاء الضلال.-اي الشيعة-“
    منهاج السنة٣٠٩/٤-٣١٣ لابن تيمية
    إقرأ المقالات السابقة : شبهات حول علي – رضي الله عنه – (2، 3، 4 )

مشاركة المقال