كثيرة هي العوامل التي تؤثر على نظرتنا لمن حولنا, وتفسيرنا للحوادث, وتقويمنا للغير؛ بل وتؤثر على ما نتخذه (عقيدة وسلوكاً ومذهبا وحزبا), وما نتحمله من مبادئ, وما نتبناه من مواقف.
▪️من تلك العوامل:(البيئة – النشأة – الجماعة – الشيخ– النفسية – العقلية – المصلحة – الصدق – الثقافة – الغرور – تزيين الشيطان.. وإغراء السلطان.. إلخ).
▪️لذلك كثيراً ما نختلف, وربما نتناظر لكن – في كثير من الأحيان- ليس بقصد الوصول للحقيقة, ولكن بهدف الإقناع, فيتحول النقاش إلى نوع من السباب, والطعن, والتشهير, والتشويه, ويخرج الجميع من المعركة الكلامية ويظن كل واحد أنه هو المنتصر وأن حجته كانت هي الأقوى (وكل حزب بما لديهم فرحون).
▪️من المحال أن يتجرد أحد للحق بالكامل, ويتخلص من كل العوامل المؤثرة على نظرته وسلوكه (فالمرء أسير مألوفه).. وسيظل الخلاف بين طوائف الناس… والمطلوب التخفيف من حدة النزاع وقوة الصراع بالبحث عن جوانب الاتفاق لنتعاون فيها، وحصر جوانب الاختلاف لنضعها في قالبها الصحيح، ثم نتعامل مع أشخاصها وفق قاعدة (التفريق بين رد ما نراه أنه خطأ وبين مراعاة الحقوق الإسلامية للشخص المخطئ).
▪️ليكن المرء على استعداد نفسي لمراجعة أفكاره البشرية وفهمه للنص, حتى إذا بان خلافه للصواب سهل عليه التراجع, وإذا دعته نفسه, ودفعه هواه لنقد الغير, ووجد الداعي الصحيح؛ فليكن ذلك بأدب النصح, وأخلاق الخلاف، ولا يكن بعضنا عونا للشيطان على بعض(فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أهدى سَبِيلًا).