بانتهاء 1443 هـ ينقضي 50 عاما على رحيله في 1393هـ.
صورة وداعية نادرة ، لشيخ الإسلام العلّامة المجتهد الأصولي النظار رائد التفسير القرآني في القرن الرابع عشر الهجري، وأستاذ الدرس المقاصدي الثاني الإمام محمد الطاهر بن عاشور، في آخر حياته، من على عتبة منزله في ضاحية المرسى بتونس.
من أبرز منجزات المائة عام التي عاشها تفسيره الشهير «التحرير والتنوير» الذي يعد أعظم منجزات الحضارة الإسلامية العلمية في القرن الرابع عشر الهجري، فهو بحق مدونة علمية عالية الأداء والعطاء، قوية الحِجاج والنتاج، غزيرة المحصول والخراج، محكمة التأصيل والتنزيل، ومن يمتلك الأدوات والقواعد ويحسن استعمالها، فحريٌّ به أن يُنازل وينزِّل، ويحاكم ويدلّل.
وكذلك الإثراء الفلسفي العالي للمقاصد الشرعية التي دونها الإمام الشاطبي فكان بحق رائد التنظير المقاصدي الثاني من بعد أبي إسحاق.
وعلى هذين المدونين ارتكزت شهرة الشيخ وانداح على البسيطة فكره ورؤاه.
خلال الخمسين عاما المنصرمة كتب حول فكر الشيخ الدفاق وإنتاجه الرقراق مايزيد عن 200 رسالة علمية وبحث محكم في مختلف جامعات العالم الإسلامي ما يعبر عن رضى الوسط العلمي بما قدمه الشيخ من إنتاج فكري معرفي ثمين.
رحم الله الإمام ابن عاشور وطيب ثراه.