سألني أحدهم ما الذي تنقمونه على “الأقيال”؟!
فأجبته بأننا نزن مواقفنا كلها دوماً وأبداً تجاه أيّ جهةٍ أو شخصيةٍ بالميزان الشرعي المنطلق من دلائل الوحي ومحكمات الشريعة وثوابت العقيدة، وأننا في موقفنا من “الأقيال” إنَّما ننطلق من خلال ذلك.
وبناءً عليه؛ فالذي ننقمه على هؤلاء الأقوام انحرافهم العقدي الواضح عن جملةٍ من محكمات الشريعة وثوابت العقيدة، وذلك في الأمور التالية:
1/ استبعاد المرتكز الديني في صياغة العلاقات والنزاعات والمولاة والمعاداة، والاستعاضة عنه بقومية “الأقيال” والعصبية الجاهلية لذلك.
2/ تعميم المنابذة والازدراء لكل بني هاشم بل وقريش بعامة والمنافرة لهم جميعهم ولو كانوا من أهل التقوى والصلاح من أهل التوحيد والسنَّة الأقحاح.
3/ إحياء وبعث بدعة النصب والتي اندثرت منذ زمن قديم، فـ”الأقيال” اليوم يحيونها ويبعثونها من جديد وينشرونها بقوة، وذلك بنصب العداوة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، و(النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل) كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (3/ 154)، وما هؤلاء القوم إلا “النواصب الجدد” أو “ناصبة العصر”.
4/ الانحراف عن عقيدة ومنهج أهل السنَّة والجماعة في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثَمّ الانحراف على أهل السنَّة والجماعة الملتزمين بذلك الاعتقاد والمنهج الحقّ العدل بالنيل منهم والطعن عليهم والسخرية والتهكم بهم.
5/ الطعن في التراث الإسلامي السّني بالطعن في كتب ومراجع أهل السنَّة من التفسير والحديث والعقيدة والفقه وغيرها بأنَّها تفرخ وتروج التشيع إمَّا لأنَّها طالتها يد الشيعة فتلاعبوا بها بالتحريف والدس، أو على أقل الأحوال راجت على مصنفيها من أهل السنَّة أباطيل وضلالات الشيعة فراحوا يبثون التشيع المغلف بالسنَّة في ثنايا أهل السنَّة.
6/ ردُّ طائفةٍ من أحاديث السنَّة النبوية الصحيحة والثابتة في صحيحي البخاري ومسلم والطعن والتشكيك فيها، بل منهم من يطعن في مصدرية ومرجعية السنَّة النبوية بعامة.
7/ الطعن والقدح في طائفةٍ من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ممن رفع الله شأنهم فاجتمعت لهم فضيلتان = الصحبة والقرابة، كفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجها علي بن أبي طالب، وابنيهما سبطي رسول الله صلى عليه وسلم الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين، فيقدحون فيهم بالسب والشتم والإهانة وغير ذلك من أنواع الحطّ والتنقص.
8/ انعدام الأدب وافتقاد الاحتشام والتكريم لذات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك من عددٍ منهم في الخطاب والمناداة بما فيه استخفاف يتنافى مع مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولا يليق بعظمة مكانته وجلال منزلته صلوات ربي وسلامه عليه.
9/ تعظيم وإجلال من ليس لهم في ميزان الشرع ومعايير الشريعة إلا الحطّة والمهانة والتحقير، كمدعي النبوة كذاب اليمن = عبهلة الأسود العنسي، والآخر الخارجي الضال = عبد الرحمن بن ملجم.
ونلحظ: في هذا وفي عددٍ من الأمور قبله اختلال معايير “الأقيال” ومخالفتها للميزان الإلهي والمعايير الشرعية، فيعظمون من حقر الله شأنه وحطّ منزلته، ويستهينون بمن رفع الله شأنه وأعلى مكانته.
10/ استثارة موروثات وآلهة الجاهلية = “الوعل” واتخاذها شعاراً يرمز إليهم، وهذا الصنيع ما هو إلا إحياءٌ لمدفون الحضارات الجاهلية البائدة؛ لتجذير الروابط بها وفصم الصلة بالحضارة الإسلامية أو على الأقل زعزعة الصلة بالإسلام تاريخاً وحضارة.
هذا ما تيسر كتابته عمَّا ننقمه عليهم مما ظهر لنا من شأنهم، وأمَّا ما خفي عنا فلا نرغب أنْ نرجم بالغيب، بل ندعه إلى حينه، حين تتجلى الأمور وينكشف المستور.
وختاماً ففي مقالٍ قادمٍ إنْ شاء الله تعالى سنتحدث عن صنفٍ من “الأقيال” ممن يحلو للبعض أنْ يسميهم “المطاوعة الأقيال” فانتظرونا.