وانا اتابع ما يدور في شبوة هذه الأيام وما يتم ترديده من الإعلام الممول او الإعلام الجاهل بأن المواجهة هناك هي مع الإخوان فأتعجب اشد العجب وأقول في نفسي هل يعقل انهم يستخفون بعقليتنا وبذاكرتنا الى هذا الحد ؟ دعوني اعود معكم بالذاكرة الى الماضي القريب ! في البداية قالوا على الرئيس هادي اقالة ( نايف البكري ) من منصبه كمحافظ لعدن لأنه اخواني كما قالوا فتم لهم ذلك. فماذا حدث بعد ها ؟ لقد منعوا طائرة هادي من الهبوط في عدن فهل كان هادي من الاخوان من وجهة نظرهم ؟ طلبوا من هادي تعيين عيدروس الزبيدي محافظا لعدن وشلال شايع مدير امن لها حتى تستقر الأوضاع في عدن خاصة والاثنان من منطقة واحدة وسيكون بينهما تفاهم. ولا سيما اذا ما تم تعزيزهم بهاني بن بريك وهو ما استجاب له الرئيس هادي فمورست في عهدهم ابشع واشنع الجرائم في عدن التي أصبحت مسرحا للجريمة وتم تصفية اكثر من أربعين امام جامع وداعية ورجال جمعيات خيرية وتسفير أبناء المحافظات الشمالية فوق البوابير الى خارج عدن مع مضايقة كل من يأتي من المحافظات الشمالية الى المدينة فتم عزلهم بقرارات جمهورية فأعلنوا التمرد ورفض عيدروس تسليم مبنى المحافظة وكذلك شلال ثم صدرت لهم التوجيهات بتشكيل ما يسمى ( المجلس الإنتقالي ) طبعا ليس ضد الإصلاح او الاخوان كما يقولون بل ضد اليمن ووحدته وهويته فخرج الكثير من الإعلاميين الممولين وقالوا ان هذا المجلس ضربة موجعة للإخونج ؟؟؟ تم تعيين الاستاذ عبد العزيز المفلحي اليافعي محافظاً لعدن فتم مضايقته ومنع دخوله مبنى المحافظة طبعا ليس لانه إصلاحي فهو ابعد ما يكون عن ذلك ولكنه تحدث في كلمة له عند وصوله عدن عن اليمن الواحد وانتقد الأوضاع في عدن وضرورة إصلاحها اضطر بعدها لتقديم استقالته فخرجت نفس الأقلام لتقول : الاخوان يبكون على المفلحي انها ضربة موجعة لهم !! صدرت التوجيهات بقصف وتصفية الألوية العسكرية الوحدوية التابعة لهادي في عدن فخرجت نفس الأقلام ونفس المطابخ لتقول : القضاء على قوات الاصلاح في عدن !! ثم اعلن المُلا هاني بن بريك ( النفير ) العام من اجل اخراج الإصلاح من قصر ( المعاشيق ) في عدن كما قال ؟؟ طبعاً لم يكن اليدومي ولا الآنسي ولا باتيس في المعاشيق بل كان هناك القائد المؤتمري الوطني الكبير احمد عبيد بن دغر والقائد المؤتمري الشهير احمد الميسري والوزير الوطني صالح الجبواني وكل جريمة هؤلاء هو إيمانهم المطلق باليمن الكبير . وبمجرد القضاء على تلك القوات وإخراج هؤلاء صفت عدن لمجاميع معينة من منطقة معينة تتحكم بها وبإيرادها وانتشرت الاعلام الإنفصالية في كل مكان مع منع وسجن كل من يرفع علم ( اليمن ) ! فخرجت فرقة ( حسب الله ) لتقول الاصلاح يخسر عدن !!! تم اخراج البطل رمزي محروس بالقوة من سقطرى وهو ذو جذور اشتراكية ولكن ذنبه انه يؤمن باليمن الكبير ويرفض المشاريع الصغيرة وبعد اخراجه تم انزال العلم اليمني من المباني الرسمية وغيرها ورفع علم الإمارات وبجانبه علم الانفصال فخرج البعاطيط وقالوا تم اخراج الاخوان من سقطرى والكارثة الكبرى ان مثل هؤلاء اما اغبياء لا يدركون ما يحدث او يدركون ويعرفون ما يجري في البلاد ولكنهم مأجورين ومن أصحاب ( الساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب ) او انهم من أصحاب المشاريع الصغيرة ! وها هي نفس المعزوفة تتكرر في شبوة وهي المحافظة التي كان يشار اليها بالبنان من حيث التنمية والامن والاستقرار والتعايش من كل أبناء اليمن الكبير وها هي الاعلام الانفصالية ترتفع من جديد في العديد من الاماكن والاعتقالات على أساس مناطقي تعود وهاهم نفسهم يقولون ان المواجهة هي مع الاصلاح !! والواقع انها بين مشروعين. مشروع اليمن الكبير ومشروع الخارج . كل ما تم انزال علم الوحدة من مدينة معينة سارعتم الى القول : الاصلاح يخسر هذه المدينة والله انكم تهدون له تأريخ لا يحلم به فكيف تختزلون بلاد وجدت مع التاريخ بحزب عمره لا يصل الى ثلاثين سنة ؟؟ صحيح ان الامارات عندها فوبيا من كل ما يمت الى الإسلام بصلة ولو بالشعار ولكن الصحيح ايضا ان. موقفها من المسؤول في المحافظات الجنوبية مرتبط بموقفه من اليمن الكبير ، فمصلحتها فوق كل اعتبار فقد ادوشتنا في السنوات القليلة الماضية عن خطر ما اسمته حكومة ( الاخوانج ) في تركيا على الوطن العربي وارتباطها بإخوان اليمن وشاركها في ذلك كتاب الصرفة ولكن قادة دولة الامارات سارعوا لزيارة عاصمة ( الاخونج ) في تركيا وضخ عشرات المليارات من الدولارات هناك في مشاريع متعددة لأن مصلحتهم تقتضي ذلك ، فبلع كُتابها السنتهم وقالوا : يا لها من حكمة وبعد نظر ! ومثلها السعودية تعلن انها تحارب ايران في اليمن ولكنها تجتمع مع ايران في بغداد بل وتتودد لها وتكيل لها الوعود لانها ترى في ذلك مصلحتها من وجهة نظرها . الكل يبحث عن مصلحته الا نحن . لا يهمهم الاصلاح ولا المؤتمر ولا الحوثي ولا غيرها من الأحزاب والمكونات بقدر ما يهمهم ان تظل اليمن مشلولة ومملشنة أطول فترة ممكنة فلا وحدة ولا انفصال ولا جمهورية ولا ملكية . يريدونها دولة في الهواء يرتفع علمها في المنظمات الدولية ولكنها عاجزة عن رفعه في عاصمتها المؤقتة ، يريدون ان تستمر داحس والغبراء بين الإصلاح والمؤتمر وجعل كل الاحزاب والمكونات في تنافر دائم بينما هم يمضون في مشاريعهم . يوعدون المؤتمر بأنه سيكون الوارث الشرعي للبقية ويوعدون الانتقالي بحكم الجنوب ويوعدون حكومة صنعاء بحكم المحافظات الشمالية وهكذا مثلما كانوا يكيلون الوعود والتطمينات للرئيس هادي في الغرف المغلقة بينما لهم مشاريع اخرى تماما ، الاصلاح شماعة فقط مثلما كان الحوثي شماعة لما فعلوه باليمن ، وإلا ما دخل الاصلاح بمطار الريان المغلق منذ خمس سنوات ؟ وما دخل الإصلاح في تعطيل ميناء بلحاف وحرماننا من عشرات المليارات من الدولارات ونحن نتسول الوديعة ؟ وما دخل الإصلاح بتعطيل مصافي عدن وخسارتنا لأكثر من 250 مليون دولار يوميا ؟ افيقوا يا قومنا قبل فوات الأوان فليذهب الإصلاح الى الجحيم ومعه بقية الأحزاب اليمن اغلى منهم جميعا . الأحزاب وجدت من اجل اليمن ولم توجد اليمن من اجل الاحزاب ،، الا لعنة الله وملائكته والناس اجمعين على كل من يقدم مصلحته على حساب مصلحة اليمن سواء كان ذلك فردا او جماعة او حزب . اليمن هي حزبنا الكبير ومن دونها فنحن صغار .