آخر الأخبار

عن الجاسوس رشاد العليمي ودور مجلس الدمى الرئاسي بعدن

بقلم | محمد مصطفى العمراني

الملتقى اليمني

يعلم القاصي والداني في اليمن أن المدعو رشاد العليمي يعمل كمخبر في المخابرات السعودية ، يرسل لهم التقارير والأحداثيات أولا بأول ، تلك وظيفته منذ عقود ، أن تعمل كجاسوس ضد وطنك فهذه هي الخيانة العظمى التي تستوجب الإعدام شنقا ، لكن ما حدث في اليمن كان العكس تماما حيث أبدى المخبر العليمي المزيد من الكفاءة والإخلاص في عمله كمخبر فقام الأعداء الذين يحتلون اليمن بتعيينه رئيسا لليمن .!
نحن نعيش وضع يصعب على العالم تخيله .!
أن تعمل كجاسوس تخدم أعداء بلدك فيتم الضغط لتعيينك وزيرا للداخلية وبعد ذلك رئيسا لبلدك التي تخونها منذ عقود فهذا يعني أن بلدك مرتهنة لدى أعدائها ولم تحقق استقلالها بعد وأن أي حديث عن الاستقلال والسيادة الوطنية هو محض هراء لا أكثر .

العمل بالجاسوسية هو أسوأ أنواع العمالة والانحطاط والدونية وتبلد الضمير وانعدام الإحساس ، وفي دهاليزه القذرة وسائل غاية في الحقارة لا تكاد تخطر على بال .
الله وحده يعلم ماهي أوراق الضغط التي يمتلكونها على العليمي ، والذي ضمنت لهم أن يظل قفاز قذر بأيديهم طيلة حياته ، نحن فقط لا نريد أن نخوض في أعراض الناس وأن نظل نكتب برقي رغم أن موضوع الجاسوسية أصلا قذر ، والعليمي أقذر من هادي وأسوأ منه ألف مرة .

اليوم يقبع هذا الحقير والدمى التي نصبوها فيما يسمى بـ المجلس الرئاسي في أحد غرف قصر المعاشيق بعدن ، يتلقى أوامره من مليشاوي كالزبيدي يظل كالفأر الخائف كل ما يعمله هو تمرير قراراتهم وتحقيق أهداف أسياده الذي عينوه في هذا المنصب الذي لم يكن وهو يكتب لهم التقارير يحلم به .
منذ تعيين هذا المجلس كتبنا وقلنا أن أهم وأبرز مهمة لهذا المجلس هو تكريس الانفصال في الجنوب وشرعنته بقرارات من قبل هذا المجلس تتم تحت ضغط الانتقالي فرئيس المجلس رشاد العليمي وبقية الأعضاء هم بمثابة أسرى أو رهائن في قبضة الانتقالي الذي يسيطر عسكريا على مدينة عدن بقواته التي رفضت الإمارات والسعودية دمجها في قوات الجيش اليمني وما تزال إلى اليوم غير خاضعة لوزارة الدفاع اليمنية وتدار من قبل الضباط الإماراتيين.
وأن الهدف الثاني لهذا المجلس هو : تكريس الوضع في الشمال على ما هو عليه الآن فالسعودية والإمارات برأي الكثير من المتابعين هي من دعمت جماعة الحوثي منذ البداية وأمدتها بكل أنواع الدعم ظاهرا وباطنا وأوصلتها إلى كافة المناطق التي سيطرت عليها بقوة السلاح وظلت طيلة السنوات الماضية تحافظ عليها وتتجنب اتخاذ أي خطوات عملية يمكن أن تؤدي إلى إضعافها ، وبالمقابل عملت السعودية والإمارات على تصفية واستنزاف وإحراق كل القوى اليمنية التي كانت تشكل عائقا أمام المشروع الحوثي ، ولذا فإن السعودية والإمارات برأي الكثير من المراقبين حريصة جدا على بقاء الحوثيين يسيطرون على كافة مناطق الشمال دون منازع من أحد وقد أعطتهم المهلة تلو المهلة للسيطرة على مدينة مارب ولكنهم فشلوا لما وجدوا من مقاومة صلبة من الجيش الوطني وقبائل مارب ، ولذا فإن مجلس القيادة الرئاسي سيقوم وبتوجيهات من السعودية والإمارات بتقديم كافة التنازلات التي ستشرعن للحوثيين كدولة في الشمال وتجلب لهم الاعتراف الدولي والإقليمي ، كما سيقدم لهم كل أوجه الدعم والرعاية المطلوبة دون أن يتنازلوا عن شبر واحد من الأراضي التي يسيطرون عليها ناهيك عن أن يقدموا أي تنازل عن السلطة التي يقبضون عليها بقبضة حديدية قوية ويرفضون إشراك أي تيار غيرهم فيها ولو بشكل ديكوري ، وهذا الدعم من قبل السعودية والإمارات ليس حبا في الحوثيين وإنما لأن بقاء الحوثيين في الشمال هو الذريعة الكبرى للهيمنة السعودية الإماراتية على بقية مناطق اليمن والخلاصة : الاحتلال السعودي الإماراتي لجنوب وشرق اليمن يخدم الحوثي ويقوي موقفه وخطابه والسيطرة الحوثية على شمال اليمن تخدم الاحتلال السعودي والإماراتي وتقوي نفوذه وسلطته وهكذا .
الهدف الثالث من تعيين السعودية والإمارات لمجلس القيادي الرئاسي : الرغبة السعودية بإيجاد قيادة جديدة من المحسوبين عليها بعد أن أحرقت القيادة السابقة وجمدتها في فنادق الرياض لسنوات ، هذه القيادة الجديدة ستعمل على حماية نفوذ الدولتين في اليمن وتكريس هيمنتهما على المشهد اليمني من خلال هذا المجلس فالسعودية والإمارات ما تزالان تسيطران على كافة المناطق في الجنوب وتتحكمان في كل صغيرة وكبيرة حتى المجلس الرئاسي يعيش أعضاءه في قصر المعاشيق الرئاسي بعدن تحت حماية قوات سعودية .!
كما ترفض الإمارات حتى اللحظة إجلاء جنودها من منشأة بلحاف الغازية في شبوة وهي المنشأة الاقتصادية الأكبر في المين والتي كانت ستوظف لو تم تشغيلها ما يقارب عشرة ألف عامل وتدر قرابة 4 مليار دولار لخزينة الدولة ، وحين طالب محافظ شبوة السابق محمد بن عديو بإخراج قوات الإمارات منها لتقوم السلطة الملحية بتشغيلها قامت الإمارات بإقالته عبر قرار من هادي ، وما تزال القوات السعودية والإماراتية تسيطر على كل الجزر اليمنية من جزيرة سقطرى في المحيط الهادي إلى جزيرة بريم ” ميون ” في باب المندب إضافة إلى الموانئ والمطارات وتمنع تشغيلهما ، بل لقد قامت القوات الإماراتية منذ سنوات بتحويل مطار الريان بالمكلا بحضرموت إلى سجن وقامت بسجن المئات من أبناء حضرموت وسحلهم وتعذيبهم فيه ، كما قامت القوات الإمارات بتعذيب المئات من أبناء عدن في الجون بعدن وقامت باغتصاب بعضهم بشهادة منظمات حقوقية دولية كما قامت بإدارة مخططات لاغتيال المئات من الدعاة والعلماء وخطباء الجوامع والشخصيات الوطنية في عدن ولحج.!
الهدف الرابع من تعيين السعودية والإمارات للمجلس الرئاسي : الإيحاء لدول العالم أن السعودية والإمارات قد قامتا بترتيب الأوضاع في اليمن وعبر قيادة جديدة من اليمنيين ستقوم بإحلال السلام وإعادة الإعمار والنهوض باليمن وتنميته وهذا التسويق هو أكذوبة القرن فاليمن لا يمكن أن ينهض أو يستقر وينعم بالسلام والأمن والاستقرار طالما أن السعودية والإمارات هي من تتحكم بكل تفاصيل المشهد اليمني وتهيمن على كل مقاليد السلطة فيه وفي مختلف المجالات وما هذه الشخصيات إلا أدوات لتنفيذ أجندة السعودية والإمارات في اليمن فهذه الشخصيات تفتقر لاستقلال القرار وليس لها شعبية حقيقية في اليمن .
لو كانت السعودية والإمارات تريدان الخير والسلام لليمن لمنعت انزلاقه إلى الحرب العبثية المدمرة والتي تعصف به منذ سبع سنوات عجاف طحنت الحجر والشجر والبشر وأكلت الأخضر واليابس وقامت طائراتها بقصف مختلف القوات اليمنية ومنازل المواطنين والدارس والمستشفيات والأسواق والجسور والمنشآت المدنية ولكن السعودية والإمارات هما من صنعت هذه الأحداث وخططت ونسقت وصولا إلى الحرب وما تلاها من أحداث إلى اليوم وذلك عبر أدواتها المحلية بداية بهادي الفاشل الضعيف المتآمر وبالتنسيق مع سفراء الدول الكبرى والمبعوث الأممي وصولا إلى النخبة السياسية المخترقة من قبل المخابرات السعودية والتي تستلم مخصصاتها من قبل اللجنة السعودية الخاصة ، وهذه النخبة لا يمكن أن نعول عليها في انقاذ بالوطن ناهيك عن النهوض به وتنميته ، فإذا كان رئيس الحكومة معين عبد الملك يعمل كسكرتير مع السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر فما بلك بغيره من المسؤولين الذين ينظرون للسفير السعودي على أنه الكل بالكل والذي يتصرف كرئيس فعلي لليمن ويقابل السفراء الأجانب لدى اليمن ويعين الوزراء والمسؤولين ويقيل من يشاء ويبقي من يشاء .!

كتبنا هذا من أول يوم من تعيين هؤلاء الدمى ومع هذا فقد أتهمنا البعض بأننا تسرعنا وأننا يجب أن نعطي هذا المجلس فرصة لنحكم عليه ونقوم بتقييمه وما حدث في شبوة ومن قبله التعيينات التي تمت في سقطرى وفي غيرها لتعزيز فرض الانتقالي سيطرته على الجنوب تؤكد ما ذهبنا .
قناعتي أن من لا يزال يظن في هذا المجلس خيرا فهو إما مرتزق رخيص مربوط بأمعائه ويخشى قطع مصروفه أو متورط ويخشى كشف فضائحه أو جاهل لا يعي ما يحدث أما اليمني الحر فهو يدرك حقيقة هؤلاء الحقراء الدمى الذي يراسهم المخبر الأحقر .

مشاركة المقال