آخر الأخبار

اليد التي ترفع العلم اغلى من العلم نفسه

بقلم | د. كمال البعداني

الملتقى اليمني

مما لا شك فيه ان العمل الجبان ضد العلم الوطني والتي قامت به مجموعة من مليشيات الإمارات في محافظة شبوة قد استفز وجرح مشاعر أبناء اليمن كافة مما جعلهم يعبرون عن غضبهم بطرق متعددة بما فيها رفع العلم اليمني في الأماكن المختلفة وفي مواقع التواصل ، وهذا شيء جميل فالعلم رمز وطني غالي ولكن الاغلى منه هي اليد التي ترفع هذا العلم فلا يجعل استيائكم من ذلك العمل الحقير ينسيكم الشهداء الذين سقطوا ومازالوا من ابناء محافظة شبوة بصواريخ طيران الامارات فما حصل للعلم الوطني جاء بعد استشهادهم وماكان ليحصل قبل ذلك . فلنترحم عليهم ولا ننساهم ولا نخون دماء أولئك الابطال الذين ضحوا بأنفسهم من اجل اليمن الكبير في وجه الاحتلال ومشاريع التقسيم .
ما حصل للعلم الوطني هو عمل مُعد مسبقا بتوجيه من الكفيل وبتغطية إعلامية من ميلشياته معدة مسبقاً كذلك . والهدف هو زرع اليأس والإحباط والشعور بالمهانة والعجز في نفوس من في الميدان وأبناء اليمن عامة وبالتالي القبول بأي وضع .
لكن الشيء الذي يجب ان يدركه الإحتلال وادواته ان اليمن الكبير هو في قلب كل يمني وليس في العلم الوطني الذي له رمزيته وقدسيته ولكن لا ينبغي ان نختزل اليمن بذلك العلم فقد تكرر تلك العصابة نفس الفعل القبيح في اي وقت فلا ينبغي ان يفت هذا في عضدنا بل يزداد حبنا لليمن الكبير فاذا احيينا اليمن في قلوبنا لن تستطيع اي يد الوصول الى ذلك العلم .
وهنا تحضرني قصة ذلك المستشرق المسيحي الذي وقف امام مجموعة من القساوسة والمبشرين قائلا : لن نستطيع ان نقضي على المسلمين إلا اذا قضينا على كتابهم هذا ورفع المصحف بيده فنهض احد القساوسة واسرع الى ذلك المستشرق ونزع المصحف من يده وقام بتمزيقه ودعسه ! فضحك ذلك المستشرق وقال : عندهم ملايين النسخ من هذا الكتاب بل موجود في كل بيت مسلم والذي عنيته في كلامي هو القضاء عليه في قلوبهم وتعاملهم !!
لذلك الشيء الذي على الجميع ان يدركه هو ان الذين قاموا بذلك العمل القبيح هم في الواقع شقاة يعملون بالأجر اليومي او الشهري فينفذون ما يطلبه منهم سيدهم فو الله لو طلب منهم سيدهم في الغد الدوس على علم أي دولة لما ترددوا في ذلك بما فيه العلم الذي يرفعونه ( علم النجمة الحمراء) فالعبد لا يستطيع مخالفة أوامر سيده .
ولكم في هاني بن بريك خير مثال فقد ملأ الدنيا بالتصاريح والتحديات والوعود وكأنه قائد الماني في بداية الحرب العالمية الثانية وعندما امره سيده بالتواري عن المشهد قال : سمعا وطاعة سيدي ونُزع منه حتى التلفون لذلك لا ينبغي ان تلوم العبد فهو ينفذ أوامر سيده.

مشاركة المقال