دعا المشاركون في حلقة نقاش نظمها المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة صباح أمس الأربعاء إلى سياسة حازمة في مواجهة تعنت النظام الإيراني.
وحذر المشاركون في الحلقة التي أقيمت بمناسبة الذكرى الـ 20 لكشف منظمة مجاهدي خلق عن موقع «نطنز» النووي في إيران من تصعيد نظام الملالي لأنشطته النووية والإرهابية.
وأكدت رئيس المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة سونا صمصامي في مستهل الحلقة على أن «الكشف عن موقع تخصيب اليورانيوم في «نطنز» ومنشأة المياه الثقيلة في آراك، لم يكن الوحيد من نوعه للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية».
وأشارت في الحلقة التي عقدت تحت عنوان «مؤتمر المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة لمناقشة أجندة طهران النووية في الذكرى العشرين للكشف عن موقع نطنز» إلى أكثر من 100 كشف عن جوانب مختلفة من برنامج الأسلحة النووية للنظام الإيراني،ظهر معظمها في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وانتقدت صمصامي اختيار الغرب التهدئة مع الملالي بدلاً من الحزم،وتقديم التنازلات تلو التنازلات على أمل إقناعهم بالتراجع عن مشروعهم.
وقالت في كلمتها «لو تبنى الغرب سياسة حاسمة في عام 2002،بعد كشوفات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ما حقق النظام مثل هذا التقدم في برنامج أسلحته النووية».
وحثت الغرب على اتخاذ موقف حازم، يتمثل في تفعيل قرارات مجلس الأمن الستة، على اقل تقدير،مشددة على أن الحل النهائي للأزمة النووية وسلوك نظام الملالي هو تغيير النظام من قبل الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة،وإنشاء جمهورية منتخبة ديمقراطيًا،الأمر الذي يسعى إليه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق على مدار الساعة.
من ناحيته انتقد مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون استمرار سياسة الحوار والتفاوض مع النظام الإيراني قائلا إنه: «منذ أكثر من 20 عامًا كذب هذا النظام بشأن برنامجه النووي»مستبعدا التزامه بأية صفقة قد يتم التوصل لها.
وتطرق إلى العديد من الأسباب التي تستدعي تجنب العودة إلى اتفاقية 2015، مشددا على ضرورة عدم مهادنة ومساومة النظام الإيراني.
وقال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق من ولاية كونيتيكت السناتور جو ليبرمان إن كشوفات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في عام 2002، وضعت إطارًا للرد على البرنامج النووي الإيراني.
ولدى تطرقه لتدهور أوضاع حقوق الإنسان، وتزايد عمليات الإعدام في إيران، والأنشطة الإرهابية في الخارج، منذ تنصيب «إبراهيم رئيسي»، أكد أن «المرشد الأعلى اختار قاتلاً تورط في مقتل أكثر من 529 رجل و21 امرأة وعدة أطفال في عام واحد فقط» داعيا إلى وقف النقاش مع نظام الملالي في فيينا.
استحالة تغيير نظام الملالي لسلوكه
وتساءل كيف نثق في حكومة تحاول اغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي، مؤكدا استحالة تغيير النظام الإيراني لسلوكه.
وشدد ليبرمان في كلمته على ضرورة دعم تغيير النظام والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني، بما في ذلك المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وأكد روبرت جوزيف وكيل وزارة الخارجية السابق للحد من التسلح والأمن الدولي على ضرورة وجود سياسة حازمة تجاه نظام الملالي في إيران،
مشيرا إلى أن رفع العقوبات، يعني استمرار دعم النظام الإيراني للإرهاب،وصناعة المزيد من الصواريخ، دعم أنظمة مثل سورياوقمع الشعب الإيراني، محذرا من الوقوف في طريق الإيرانيين الذين يسعون إلى الديمقراطية والحرية.
وذكر أولي هاينونين نائب المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن كشوفات المقاومة الإيرانية في عام 2002 غيرت الروتين في ذلك الوقت،
وتسببت في إطلاق تحقيق جديد للوكالة، مشيرا لاستمرار التعاون بين كوريا الشمالية والنظام الإيراني في البرنامج النووي.
وأكد الجنرال تشاك والد نائب القائد السابق للقيادة الأمريكية في أوروبا على الحاجة لإبقاء الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، مشددا على حاجة الغرب لإبقاء برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني على الطاولة.
تفاصيل ما تم كشفه في العقود الماضية
واستعرض علي رضا جعفر زاده، نائب رئيس المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة تفاصيل ما كشف عنه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في العقود القليلة الماضية.
وفي هذا السياق تطرق إلى كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن مرافق اختبار أجهزة الطرد المركزي في كالا إلكتريك شرق طهران، منشأة التخصيب بالليزر في لشكر أباد،وموقع لويزان – شيان في طهران، مشيرا إلى تقديم صورة شبه كاملة لبرنامج الأسلحة النووية في إيران، ومؤكدا أن النظام كان على وشك الانهيار.
واستطرد قائلا «كانت هناك أفضل فرصة للعالم لوقف برنامج الأسلحة النووية للنظام في مراحله الأولى» وبدلاً من ذلك، سارع الاتحاد الأوروبي، بدعم من الولايات المتحدة، إلى مساعدة النظام، وبدأ في التفاوض معه، ومنحه تنازلات، وفي نهاية المطاف شرع الملالي في برنامج التخصيب الخاص بهم، ومضوا قدما لانجاز القنبلة الذرية، مشددا على إمكانية وقف البرنامج.
واستمع المشاركون في الحلقة النقاشية إلى تقرير حول المقاومة المتنامية في إيران، وتصميم الإيرانيين على تغيير النظام، الذي تجسد في نمو وحدات المقاومة على الرغم من الاعتقالات.
وتوقفوا عند ثماني جولات من الاحتجاجات الكبرى، اجتاح بعضها أكثر من 200 مدينة في جميع أنحاء إيران منذ عام 2018.
وفي شروحاته لتطورات الأوضاع الداخلية في زمن رئيسي تطرق زادة الى مضاعفة عمليات الإعدام، بما في ذلك استئناف عمليات الإعدام العلنية، علاوة على زيادة المؤامرات الإرهابية في الخارج خصوصًا في أمريكا، واستمرار التحدي النووي، في الوقت الذي يعرض الغرب على النظام التنازلات ويتجنب مساءلته، مشيرا إلى أن الاستمرار في هذه السياسة يعني المزيد من الإرهاب وتسريع الاندفاع نحو القنبلة الذرية.