كتب | أمين حميد
لم يشنع القرآن الكريم على طاغية تشنيعه على فرعون، ولم يفصل خزايا قوم كما فصل خزايا قومه وجنده وملئه وآله.. حتى صب عليهم اللعنة تتبعهم كظلهم… دنيا وبرزخا وآخرة!
لكن في الوقت ذاته خلد الحق سبحانه ذكر مؤمن آل فرعون في كتابه الكريم وأفرد له مساحة كبيرة في سورة سماها بوصفه (سورة المؤمن) ذكر فيها بالتفصيل مناظرته الأندر في التاريخ!
بالمقابل فإن المكانة التي بلغها نبي الله موسى عليه السلام لم ترفع قريبه (قارون) عن الحضيض الذي اختار العيش فيه، لأنه فضل أن يسير في ركاب فرعون ويستظل بظل سلطانه!
وإعمالا لهذه السنة القرآنية فإن العدل الذي جعلنا نناصب القوم الذين يزعمون أن لهم مكانة خاصة بسبب أنسابهم العداء ليقتضي منا أن ننصف المتبرئين من كذبهم ودجلهم، الدافعين ضريبة اعتناق دين المساواة من أنفسهم وأهليهم وأموالهم ومصالحهم، فلا نضع الجميع في مكانة واحدة بسبب أنسابهم وألقابهم.. امتثالا لأمر الله {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.