كتب | عارف بن أحمد الصبري
سُئلتُ عن برنامج مثار جدل الذي يعرض على قناة يمن شباب للنائب شوقي القاضي:
الجواب:
برنامج مثار جدل مصادمٌ للشريعة يخالف المنهج الشرعي في التلقي والاستدلال، يملأ القلوب شكوكاً ويصرف الناس عن التسليم والاستسلام لدين الله ويخرج المشاهد عن مقام العبودية لله، ويجريء الجهلة على القول على الله بغير علم، ويهدم المسلمات، ويخضع الثوابت للجدل.
فكرة البرنامج تتطابق مع الليبرالية التي تؤمن بنسبية الحقيقة دون التفريق بين ثوابت الشريعة الربانية ومسلماتها وبين آراء البشر.
وما من مسألة إلا ولله فيها حكم علمه من علمه وجهله من جهله.
قال تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء).
وقد إنعقد الإجماع على حرمة القول والعمل بدون علم، كما إنعقد الإجماع على وجوب العلم قبل القول والعمل.
وطريق معرفة الحكم الشرعي سؤال العلماء قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
ولا يجوز معرفة حكم الله بالخرص والتخمين ولا بسؤال الجاهل ولا الماجن.
وطريقة البرنامج مخالفة للمنهج الصحيح في معرفة الحكم الشرعي
والملاخظ أن البرنامج يضع المسائل والأحكام على أشخاص للقول فيها بالرأي، والأصل أن البيان واجب العلماء وأن العوام فرضهم السؤال.
ومن جهة أخرى فإن مقدم البرنامج يخضع مسائل شرعية مجمع عليها للنقاش، وهذه جناية كبيرة على الشريعة، وردٌ للحكم الشرعي.
والأصل في المسلم هو الانقياد والتسليم والاستسلام لأمر الله.
والأحكام الشرعية تؤخذ بالنظر في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، وهذه مهمة العلماء المجتهدين فهم مستنبطون للحكم من نصوص القرآن والسنة، وكاشفون عنه، ومبلغون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وغير العلماء مهمتهم معرفة الحكم الشرعي بسؤال من يثقون بعلمه ودينه وورعه.
والملاحظ أن البرنامج يناقش مسائل شرعية بعضها من الثوابت، ويستضيف مجموعة من الجَهَلة، و يجعل معرفة الحكم بإخضاعه للتصويت، ثم بسؤال ضيوف الحلقة كلٌ يدلي برأيه للترجيح حول نتائج التصويت، ثم يعلق مقدم البرنامج والضيف كلٌ حسب اعتقاده.
إن المسلم خاضعٌ منقادٌ مستسلمٌ للدين من غير تردد ولا حرج.
قال تعالى:
(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم).
وقال تعالى:
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً).
ولذلك فالأصل منع القناة لهذا البرنامج والحجر على مقدمه صيانةً لدين الناس.
ومع استمرار عرضه فلا يجوز متابعته.
إن هذا البرنامج يفتن الناس في دينهم، وهو أمر خطير.
وأُذَكِّر القناة ومقدم البرنامج بأن من دعا إلى ضلالة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً.
ونسأل الله أن يحفظ علينا ديننا وأن يستعملنا جميعاً في مرضاته وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل من يفسد على المسلمين دينهم.